| |
بين قولين مجرد تغيير عبدالحفيظ الشمري
|
|
نرتب الأشكال، ونوائم الصور، ونهندم الهيئات، لكننا لا نغير عادة في المضامين، فأغلب الأحيان نقول للمعاقين: أصحاب الاحتياجات الخاصة، ونرسم لمستشفيات الصحة النفسية أسماء نزل ودور، إلا أننا لا نزال نتعامل مع هؤلاء بشيء من الحذلقة والتعالم، من أجل أن لا نحمل أنفسنا أي أدوار وواجبات نظن أنها إضافية. لقد بدأنا بالفعل فقدان جوهر العلاقة الأصيل والنبيل، لأسباب قد يجهلها البعض، وأخرى قد تعلم إلا أن المواقف حولها قد تكون مشوشة، وغير محددة، فبتنا نهرب من مطالبهم بالتسويف، ونماطل في وعودنا لهم بأن يكون الغد أكثر إشراقاً كما تزعم مواقفنا المتعددة. ما الذي ستضيفه حديقة منسقة بمن فقد نعمة الصحة؟ لا سيما حينما لم يعد البعض يميز بين نزل أو مصحة أو سجن أو ميدان فسيح، لفرط ما يعانون من آلام، وأحزان، ومصائب جعلتهم على هذه الحال، فهم باختصار بحاجة إلى مزيد من الوفاء. عالمنا الآن لا يزال في طور المحاولات لكي يكون أكثر تفاعلاً مع هؤلاء، (أهل الاحتياجات الخاصة)، إلا أن هذه المحاولات لا تعدو كونها اجتهاداً شكلياً، قد يحسن الصورة لكنه لا يلامس المضمون أو ينفذ للجوهر، فالأهم في هذا السياق أن تكون الحالة تكاملية، تنجز البعد الإنساني لهذه العلاقة التي يجب أن تزدهر، لنحقق لأهلنا ولأصدقائنا بعض ما يريدونه، وما يستحقونه منا.
|
|
|
| |
|