| |
الثلاثاء 13 رمضان 1393هـ الموافق 9 أكتوبر 1973م العدد 724 كلمة الجزيرة جيشنا على أهبة الاستعداد خالد المالك
|
|
أمر جلالة الملك فيصل المعظم القائد الأعلى لقواتنا المسلحة بأن تكون قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد، في الوقت الذي تواصل المملكة فيه تحركها الذي يلمسه المرء من برقيات جلالة الفيصل للزعماء العرب وإرساله لمبعوثه الخاص إلى زعماء الدول التي تشتبك مع العدو في أشرف معركة وأروع قتال في تاريخها الحديث. وفي نفس الوقت اجتمع مجلس الوزراء لمتابعة تطورات المعركة التي نخوضها مع عدونا وسيجتمع كلما دعت الحاجة إلى دراسة ما يستجد على الظروف التي تعيشها المنطقة نتيجة العدوان الإسرائيلي الغادر، وهذا التحرك يأتي انسجاماً مع مواقف المملكة المعروفة من قضايا أمتنا المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة. والذين يعرفون الفيصل لا يستغربون التحرك المدروس والرصين للمملكة من المعركة المصيرية الدائرة الآن مع عدونا، ولا يجدون أي تفسير لهذا الصمت الذي يسود كل المواقف الإيجابية لجلالة الفيصل، غير اقتناع جلالته الشخصي بأنه من الأجدى أن تترك الأعمال تتحدث عن نفسها بعيداً عن الدعاية التي كانت أمتنا تمارسها مع كل عمل تقوم به وعند أي جهد تبذله في كفاحها المشروع. وإذا كان إصدار الفيصل لأوامره بأن تكون القوات السعودية على أهبة الاستعداد قد جاء في وقته وزمنه المطلوب، فإنه من الضروري أن نشير إلى أن قواتنا ما زالت تأخذ مكانها على خط وقف اطلاق النار مع العدو في الجبهة الأردنية، إلى جانب أن الدعم المادي الكبير ما زال يقدم إلى دول المواجهة وهي سوريا ومصر والأردن منذ اجتماع مؤتمر القمة العربي في الخرطوم، وحين يصدر الفيصل القائد الأعلى للقوات المسلحة أوامره لباقي القوات المتمركزة في مناطق مختلفة من المملكة بأن تكون مستعدة استعداداً تاماً فلأنه على يقين بأن هذه القوة التي بذل جلالته الكثير من أجل بنائها إنما وجدت من أجل الدفاع عن أمتنا العربية والإسلامية والذود عن أرضنا وبلادنا وحرماتنا، ولهذا فهي بدون استثناء يجب أن تكون على أهبة الاستعداد بانتظار الأوامر الأخيرة من المليك المفدى. إننا نتابع معارك الشرف والرجولة التي تسجل فيها القوات المصرية والسورية وقوات الفدائيين بين لحظة وأخرى أروع ملحمة بطولية في تاريخ أمتها، وندعو الله أن يكون التوفيق والنصر حليفنا إنه سميع مجيب الدعاء.
|
|
|
| |
|