| |
في لقاء مع فضيلة الشيخ خالد بن صالح الحجاج (رئيس محكمة الرس المساعد): جمعية البر بعقلة الصقور تشعبت أعمالها بين 50 قرية ومركزاً وهجرة
|
|
* لقاء - سالم بن حيلان الوهبي: تنتشر الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية، حيث تكاد لا تجد مدينة أو قرية أو هجرة إلا وتصلها خدمات هذه الجمعيات التي أنشئت وأسست لمساعدة الأسر المحتاجة والمعوزة، بل ومساعدة المجتمع الذي توجد فيه بأساليب وبرامج خيرية متعددة. وجمعية البر الخيرية في عقلة الصقور تقع ضمن نطاق تلك الجمعيات، ويقف على أعمالها أناس أكفاء يرجون المثوبة من الله العلي القدير. وبحكم موقع الجمعية في هذا الجزء من منطقة القصيم فإن الأعمال التي أوكلت إليها تكون في غاية الصعوبة والتعقيد؛ إذ إن الجمعية يتبعها الكثير من القرى والهجر التابعة لخدماتها، وهذا ما يميزها عن الجمعيات الأخرى التي تكون خدماتها محدودة النطاق في مدينة واحدة؛ ما يجعل الخدمات المقدمة أكثر تركيزاً. عن هذا الجانب وغيره التقينا بفضيلة الشيخ خالد بن صالح الحجاج رئيس مجلس إدارة الجمعية رئيس محكمة الرس المساعد ليحدثنا عن الجمعية. التقيناه وكان معه هذا الحوار: * متى نشأت جمعية البر الخيرية بعقلة الصقور؟ - الحمد لله أننا ننعم بالعيش في مجتمع أحب الخير للناس جميعا وأحب عمل الخير وتكاتف لفعل الخير.. وذلك بفضل من الله ثم بفضل توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين التي قدمت الكثير للجمعيات الخيرية في بلادنا ومن ضمنها هذه الجمعية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية التي هي الأخرى لم تبخل على هذه الجمعية في سبيل تذليل العقبات أمامها. أما عن نشأة الجمعية فقد نشأت في 22-2-1419هـ، وبدأت أعمالها وفعالياتها بتاريخ 1-9- 1419هـ واستمرت تحت التجربة لمدة سنتين ثم تم اعتمادها وترسيمها تحت مظلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية؛ وذلك لأهداف سامية وخيرية منها: مساعدة الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والمعوزين وتقديم المعونات لأسرهم المحتاجة، ومساعدة الطلاب والطالبات من الفئات السابقة على التحصيل العلمي من خلال وضع البرامج التشجيعية خصوصاً الأيتام منهم، والمساهمة في تحصين الفروج بمساعدة الشباب على الزواج، وإقامة مخيمات لمشاريع إفطار الصائم في محيط خدمات الجمعية، والتعاون مع الجهات المختصة في مجال الرعاية الاجتماعية والصحية والثقافية ودعم الأنشطة الاجتماعية، ورعاية المعاقين ومساعدة ذوي الظروف الخاصة. وللجمعية جهاز إداري تم انتخابه من بين الأعضاء العاملين بالجمعية العمومية، ويعقد مجلس الجمعية جلسات منتظمة ومستمرة على مدار العام، ويتكون من رئيس وأمين صندوق وأمين عام للجمعية وخمسة أعضاء. كما أن للجمعية أعضاء منضمين للعمل فيها هم مدير الإدارة ومسؤول لجنة الأيتام وأمين المستودع ومحاسب الجمعية وموظف الحاسب الآلي. * ماذا عن ممتلكات الجمعية فضيلة الشيخ؟ - تمتلك الجمعية عدداً من الأراضي التجارية والسكنية، وهي تبرعات من الأهالي. أما السيارات فتمتلك الجمعية عدداً من السيارات وهي (2 سيارة دينا، سيارة من نوع ونيت، ورافعة، وسيارة جيب صالون) وجميع هذه السيارات تساهم في أنشطة الجمعية. وبحكم كثرة القرى والهجر فإن الجمعية بحاجة إلى سيارات أخرى. كما أن لدينا حاجة ماسة لسيارة تبريد لنقل المواد الغذائية. * ماذا تعني المساعدات النقدية في هذه الجمعية؟ - هي مساعدات تقدمها الجمعية سنوياً لجميع فئات المحتاجين من الأيتام والأرامل والمطلقات والمعاقين والمعوزين ومحدودي الدخل؛ إذ تقوم لجنة البحث الاجتماعية بدراسة حالة الأسر المحتاجة ميدانياً وعلى الطبيعة والتأكد من حاجتها الماسة والضرورية للمساعدة، وبعدها تقوم اللجنة بمنح المساعدة للمستحقين وإدراج أسمائهم ضمن المستفيدين بكشوف الجمعية، كل حسب فئته. * كثيرة هي المساعدات التي تقوم بها الجمعية ومن ضمنها المساعدات العينية، فكيف يتم توزيعها لديكم فضيلة الشيخ؟ - يعتبر أغلب ما نقدمه يتمثل في المساعدات العينية التي تحقق الهدف المرجو، وهي لدينا تنقسم إلى قسمين: مساعدات ثابتة عينية مستديمة، ومساعدات عينية موسمية. فالمستديمة هي مساعدات تقدم للأسر المحتاجة بصفة دورية وتشمل مواد غذائية متنوعة من (سكر، شاي، أرز، دقيق، تمر، لحوم، زيت، حليب)، كما تشمل جميع الملابس الرجالية والنسائية والبطانيات. أما المساعدات العينية الموسمية فهي مساعدات تقدم للأيتام ومنها كسوة الشتاء. * حققت جمعية البر الخيرية بعقلة الصقور إنجازات رغم حداثتها، فهل يطلعنا فضيلتكم على البرامج والمشاريع الأخرى التي تقدمها الجمعية؟ - لدينا أكثر من 28 مشروعاً وبرنامجاً، ولعلي أذكر بعضا منها مثل: - مشروع الحقيبة المدرسية إذ تقوم الجمعية بتقديم حقيبة مدرسية مع بداية العام الدراسي للطلاب والطالبات الأيتام والمحتاجين مكونة من جميع الأدوات المدرسية من دفاتر مدرسية وأدوات هندسية وأقلام ومريول مدرسي للطالبات. - أيضا برنامج الحوافز التشجيعية وهي عبارة عن حافز مادي تقدمه الجمعية لكل طالب من الأسر المحتاجة والأيتام بشرط حصوله على تقدير ممتاز في الاختبارات النهائية وبعد إحضار شهادة في نهاية العام الدراسي، ومقدار هذا الحافز (250) ريالاً للطالب أو الطالبة. - وبرنامج المساعدات الطارئة، وهي مساعدات تقدم في بعض الأوقات ويقرها أعضاء مجلس إدارة الجمعية في اجتماعاتهم الدورية؛ نظرا إلى الحاجة الملحة لبعض الأسر. - كذلك مشاريع مخيمات إفطار الصائم إذ قامت الجمعية بإعداد مخيمات إفطار الصائم في عقلة الصقور وبعض القرى التابعة لها على الطريق العام (القصيم - المدينة المنورة السريع). - مشروع توزيع لحوم الهدي والأضاحي، ويقوم هذا المشروع باستقبال لحوم الهدي والأضاحي على مدار العام ومن ثم إعادة توزيعها على هيئة مساعدات عينية للأسر المحتاجة. - مشروع تأمين مياه المساجد؛ إذ إن عقلة الصقور لا يوجد فيها ماء وتعتمد على المياه المجلوبة من جبال قطن عن طريق الوايتات للشرب والغسيل؛ لذا قامت الجمعية بتأمين المياه لبعض المساجد الواقعة على الطريق العام التي يكثر فيها المصلون والمسافرون، وجميع المساجد بحاجة إلى ذلك، إلا أن قدرات الجمعية محدودة.. ولقد أمنت الجمعية المياه لعدد 6 مساجد بعقلة الصقور بصفة مستديمة. - مشروع كفالة اليتيم، فلقد بدأت الجمعية في تنفيذ هذا المشروع منذ نشأتها انطلاقاً من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) وأشار إلى السبابة والوسطى. رواه مسلم. وقد قررت اللجنة الخاصة بكفالة اليتيم مبلغ (1200) ريال سنوياً لكفالة يتيم واحد ليغطي نفقاته الضرورية في حياته المعيشية. - مشروع كفارة اليمين، وتيسيراً على المسلمين فقد قامت الجمعية بتلقي كفارة اليمين بمقدار (100) ريال ككفارة لليمين، وشراء مواد غذائية وأطعمة بهذا المبلغ وتوزيعها على الأسر المحتاجة. وتستقبل الجمعية الملابس والأثاث المنزلي بما فيه المستعمل بحالة جيدة نظيفة مرتبة لتكون صالحة للاستعمال الشخصي ثم تقوم الجمعية بتوزيعها على الأسر المحتاجة. وتيسيراً على المسلمين فقد تلقت الجمعية زكاة الفطر في الموعد المحدد لها، وقامت بتوزيعها على مستحقيها وفي موعدها المحدد أيضاً، كما ساهمت الجمعية في بناء المساجد وتقديم ما تحتاجه من فرش ومكبرات صوت. - المساعدات الصحية؛ إذ ساهمت الجمعية في إكمال بعض النواقص في مستشفى عقلة الصقور سواء في المبنى أو الأجهزة إذ قامت بإنشاء مسجد المستشفى مع كامل ملحقاته وتجهيزه وإنشاء مباني غسيل الكلى وكذلك تأمين عيادة متكاملة للعيون وتأمين ثلاجات وبرادات مياه لغرف التنويم وتزويد المستشفى بالكتيبات الإرشادية ودعم لجنة أصدقاء المرضى.. وبلغ إجمالي هذه المبالغ أكثر من ثلاثمائة ألف ريال (300.000) ريال. - بناء وترميم واستئجار المنازل؛ إذ قامت الجمعية ببناء المنازل وتجهيزها بجميع مستلزمات السكن والراحة من فرش وأجهزة كهربائية ضرورية من مكيفات وغسالات ومراوح، كما تقوم الجمعية بسداد إيجارات المنازل وذلك لتخفيف العبء عن كاهل الأيتام والأسر المحتاجة. ومشروع هدية المولود والحج والعمرة والمحافظة على كتاب الله ومشروع الثقافة العامة وخدمة المجتمع.. إلى آخره. * هل يوجد لدى الجمعية مستودع لتخزين الأطعمة والصرف منه؟ - أنشأت الجمعية مستودعاً لجمع التبرعات العينية من المواطنين وغيرهم، وهذا المشروع تم الانتهاء منه عام 1421هـ على مساحة تقدر بـ(840م2) وبطاقة تخزين تقدر بـ(200.4م3)، ويحتوي على غرفتي تبريد وتجميد، وصُرف على المشروع حوالي (300.000) ريال، هذا بالإضافة إلى قسم الملابس وقسم للأجهزة الكهربائية وآخر للمفروشات. كما قام المستودع بتقديم مساعدات عينية للمستودعات الخيرية داخل المنطقة. * تفكر الكثير من الجمعيات في المشاريع الاستثمارية التي تجعلها تستفيد من العوائد في تغطية التزاماتها، فماذا لدى الجمعية في هذا الجانب؟ - يوجد لدى الجمعية بعض المناشط التي ترغب في القيام بها مستقبلاً، ومنها: مشروع إنشاء مشاريع استثمارية تجارية وسكنية في داخل عقلة الصقور وخارجها متى ما توافرت الإمكانيات المادية. * ما أبرز المشاكل التي واجهت الجمعية؟ - لقد واجه الجمعية بعض المشاكل مثل قلة الدعم المادي وكثرة القرى والهجر التابعة لخدمات الجمعية وكثرة المحتاجين والمعوزين.. وهذا ما يدعو إلى التذكير بأن الجمعية ما زالت بحاجة إلى مد يد العون وجسور التواصل الخيرية في إطار فعل الخير والتكافل الاجتماعي الذي تعودناه ونشأنا عليه وحثنا ديننا الحنيف على الالتزام به، ولسنا بحاجة إلى القول إن الجمعية تستقبل ما تجود به يد المحسنين لإخوانهم المحتاجين حتى وإن كان قليلا، وفاعل الخير لا يستقلل أجر القليل، كما أنه يفعل الخير قدر استطاعته. وفي ختام هذا اللقاء نشكر فضيلة الشيخ على هذا اللقاء الممتع والشيّق، ونتمنى له وللجمعية التوفيق والنجاح.. وإلى مزيد من الإنجازات بإذن الله.
|
|
|
| |
|