| |
الدعوة إلى الله عبدالرحمن بن عبيد السدر (*)
|
|
الدعوة إلى الله من أشرف الوظائف التي يقوم بها المؤمن في حياته، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أرسل إلى النَّاس بشِيراً ونذِيراً، وَدَاعِياً إلى اللَّهِ بإذنه وسراجاً منِيراً. وقد رفع الله الدعاة إليه وأبلغ في الثناء عليهم، إذ يقول تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. ولا شك أن هذا الثناء يحفز الهمم ويلهب الشعور ويخفف عبء الدعوة إلى الانطلاق في سبيلها بكل نشاط وقوة، وقد روى عبدالرزاق عن معمر عن الحسن البصري - رحمه الله - أنه تلا هذه الآية الكريمة: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ}. فقال: (هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خير الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب فيه من دعوة وعمل صالحاً في إجابته). وقال: (إنني من المسلمين) هذا خليفة الله. ولقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً). أخرجه مسلم. وعن علي - رضي الله عنه - لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فقال له: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) متفق عليه. فالواجب على الداعية إلى الله أن يكون لين الجانب ذا بسمة آمراً بالمعروف مجادلاً باللين. قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. جعلنا الله هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين إنه كريم سميع.
(*)مدير إدارة التوعية والتوجيه بهيئة عرجاء
|
|
|
| |
|