| |
عدد من المسؤولين يشيدون بإنجازات المملكة في محاربة الفكر الضال: المملكة نجحت في «محاصرة» الفكر التكفيري وتجفيف منابعه
|
|
* الرياض - علي حميد: أثنى عدد من المسؤولين على جهود المملكة في مجال مواجهة الفكر التكفيري والقضاء عليه، وأشاروا إلى أن الحملة الفكرية والتوعوية والأمنية الموجهة ضد أفكار الغلو والتطرف والإرهاب أدت إلى انحسار هذا الفكر. في البداية يقول اللواء منصور التركي المتحدث الأمني الرسمي لوزارة الداخلية: (يعود انحسار الإرهاب بالمملكة إلى المجهود الأمني في مكافحته وملاحقة المتورطين فيه، أما بالنسبة إلى الفكر التكفيري المسؤول عن المرحلة الحالية من العمل الإرهابي بالمملكة وغيرها من دول العالم، فتتم مواجهته بالمناصحة والعمل الأمني وحملات التوعية (الفكرية). وقد حقق برنامج مناصحة الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية من المتأثرين بالفكر التكفيري نتائج إيجابية في عودة الغالبية العظمى منهم عن هذا الفكر، كما استطاع العمل الأمني الانتقائي في الحيلولة دون نشر الفكر التكفيري برصد مروجيه وملاحقتهم والقبض عليهم، وأسهمت حملات التوعية (الفكرية) في تعريف المجتمع بالملاحظات الشرعية على الفكر التكفيري وأساليب انتشاره وسبل الوقاية منه. لذلك يمكن القول إن حملات التوعية (الفكرية) أدت دور الوقاية من الفكر التكفيري في حين أدى برنامج المناصحة الشرعية والعمل الأمني دور العلاج منه. من جانبه رأى فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان الأستاذ في قسم الفقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والداعية المعروف أن ظاهرة الإرهاب ظاهرة خطيرة وهي صادرة عن مبدأ وعن عقيدة منحرفة منافية لدين الإسلام ومنافية لكتاب الله ولسنة رسوله. هذه العقيدة هي مبدأ التشدد والتكليف والتنطع وادعاء الكمال في الدين والحرص عليه ووصف دين الإسلام بأنه دين شديد متشدد متنطع متكلف، يعدون أن الإنسان الذي يقع في المعصية كافر. وأضاف الشيخ السدلان: إن هؤلاء عقيدتهم نشأت وبدأت من عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لكنها لم تكن صريحة، فإمامهم وأولهم ذلك الرجل الذي قال للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد اتقِ والله واعدل في القسمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يعدل إذا لم أعدل. فاستأذن بعض الصحابة النبي الكريم في قتل هذا الرجل، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: دعوه ثم قال: يخرج من ضلع هذا رجال تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم رهبان بالليل فرسان بالنهار يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنهم يتركون المنافقين ويقتلون المؤمنين لأن وجدتهم لأقتلنهم قتل عاد وإرب). فهذا الحديث وما في معناه من الألفاظ يبين سوء هؤلاء وما هم عليه من منهج فاسد، وقد ظهروا في عهد عثمان وفي عهد علي وفي الدولة الأموية والدولة العباسية وإلى يومنا هذا ما زالوا يظهرون بين آونة وأخرى. والشباب الذين انحرفوا في هذا المنهج واتبعوه وظهروا معارضين للدولة يريدون أن يقتلوا ويريدون أن يجنوا، فالدولة - ولله الحمد - تحاصرهم وتطاردهم وتصطادهم في جحورهم ليس لهم قوة ولا نشاط ولكن القضاء عليهم أمر متعين ولا يجوز لأحد أن يسكت عنهم وهو يعرف عنهم أي شيء أو يؤويهم، فإنه يعد من المناصرين والمؤيدين، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله من آوى محدثاً. وهؤلاء قد أحدثوا في بلاد الحرمين البلاد الآمنة أحدثوا ما أحدثوا، ولا شك أنهم على خطأ واضح، وأنهم منحرفون ومع هذا ندعو الله أن يهديهم ونريد أن نعرفهم فندعوهم ونذكرهم ونلتقي بهم، ولله الحمد وجدنا شباباً كثر دعوناهم والتقينا بهم واطلعنا على ما لديهم من مناهج، فأبدوا أسفهم ورجوعهم عما كانوا عليه. ولا شك أن هذا خير عظيم. هذا وقال الدكتور سعود المصيبيح مدير العلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية: إنه منذ أن ظهرت انعكاسات الفكر التكفيري بشكل تفجيرات قام بها التكفيريون ومواجهات خاسرة مع رجال الأمن تعكس خطورة هذا الفكر الهدام هبت الأجهزة المختصة لمحاربة هذا الفكر العدائي وجندت الدولة كل إمكاناتها لهذا الأمر بما في ذلك حث المختصين من علماء ودعاة ومفكرين وكتاب وكل من يعنى بتربية الناشئة على التصدي لهذا الفكر التكفيري بتفنيد ما يقوم عليه من شبهات مضللة وبيان بطلان وزيف ما يستدلون به من أدلة مزيفة تعتمد بالدرجة الأولى على ليِّ أعناق النصوص الشرعية للتغرير بالشباب للانجراف في الانضمام إلى الخلايا الإرهابية أو التعاطف مع هؤلاء التكفيريين بشكل أو بآخر. ولقد استطاع المختصون تعرية هذا الضلال المبين وتفنيد الشبهات التي بني عليها مما أفقد أنصار هذا الفكر التدميري قوة مادية معنوية كانوا يراهنون عليها لدعمهم في مخططاتهم العدائية لمجتمعنا المترابط المؤمن بضرورة وحدته وبالالتفاف حول قيادته من منطلقات شرعية راسخة، إذ كان هذا الفكر قبل ظهوره على شكل تفجيرات ومواجهات خاسرة ينخر في المجتمع بشكل سري في الخفاء وفي الظلام عبر اللقاءات السرية في الاستراحات والرحلات المشبوهة مستغلين الثقة الممنوحة لمن يتسم بالتدين، إلا أن ظهوره عبر التفجيرات الآثمة واستهداف الأنفس البريئة والدماء المعصومة جعل هذا الفكر الضال تحت المجهر ليتم تشخيصه وبيان زيفه وبطلانه ومواجهته بحزم، حيث سقط معتنقوه بين قتيل وسجين، وبالتالي انبتر امتداد هذا الفكر الهدام بفضل الله ثم بالجهود المضنية التي بذلت ممن تصدوا لهذا الأمر بإخلاص ووطنية تعكس أصالة الشعب السعودي وسلامة عقيدته الإسلامية. كما قال مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية وعضو لجنة المناصحة الدكتور علي النفيسة: إن موجة التفجيرات التي حصلت في البداية كانت مرعبة وكانت كبيرة جداً إلا أنها ما فتئت - والحمد لله - أن خبت وانحسرت نتيجة أنه قبض أو هلك كثير من متزعمي هذا الفكر الحركي؛ لأن هناك من يحمل هذا الفكر ولكنه غير متحرك وغير عدائي في الميدان، ولكنه عدائي في فكره، والناس الذين يتسمون بالجانب الحركي والجانب التدميري في أعمال التفجير - والحمد لله - سقطوا ما بين سجين وقتيل وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة الأمن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية، ولكن يبقى جهد المختصين ناقصاً إذا لم يدعم بتجاوب المواطنين واستشعارهم لخطورة هذا الفكر، بحيث إنه يسلب منهم أبناءهم وهم صغار في السن، كما شاهدت أنا في السجون أناساً في السابعة عشرة والتاسعة عشرة من عمره تجد أنه متورط في هذا الفكر، وهذا ناتج عن غفلة أولياء الأمور وهنا تحمل أولياء أمور الناشئة مسؤولية كبيرة، بأنه إذا لاحظ على ابنه تصرفات غير طبيعية، عملية صراخ وعويل في البيت نتيجة ما كان اعتاد عليه من مظاهر طبيعية في البيت كوجود تلفزيون وغيره، إلا أنه بدأ ينكر هذه بأسلوب متشدد يشعر بأن هناك من يحرض هذا الشباب الصغير، وهناك من يزرع فيه العداء لوالديه؛ لأننا شاهدنا الحقيقة أناساً لا يأكلون من بيوت آبائهم نتيجة أنهم يرون أنهم كفار، وأن رزقهم وسعيهم حرام! وهذا أكبر معضلة حقيقية أن يصل الإنسان إلى هذه الدرجة من السذاجة ومن الفكر العدائي، يكون أول عدو لوالديه وبالتالي طبعاً سيصبح عدواً لنفسه وعدواً للمجتمع ويصبح قنبلة موقوتة. كما قلت إن هذا الفكر حينما سقط منظروه وسقط قادته الميدانيون بدأ ينحسر في الميدان كجانب حركي، وانحساره هذا يدل على نجاحات كبيرة وليست بالبسيطة، وهذا نتيجة أن الجميع تفاعل.. الحقيقة يعني هيئة كبار العلماء أصدرت بيانات.. الجامعات بدأت تتبنى برامج خاصة في هذا الشأن، أئمة المساجد المخلصون والدعاة المخلصون الذين استشعروا هذا الجانب، انبروا في خطب جامعة في هذا الشأن وموضحة للشبهات التي كان يتبناها أصحاب الفكر التكفيري، والمدرسون في المدارس أيضاً استشعروا هذا الأمر، وأيضاً الإعلاميون من صحفيين وكتاب انبروا لهذا الفكر. الكل هب لانتشال هذا الفكر من أن ينتشر في المجتمع، وبالتالي استطاعوا بهذه الجهود الكبيرة أن ينتشلوا هذا الفكر من موقع الانتشار إلى موقع الانحسار في زوايا محددة معينة تقتصر على هؤلاء الذين تورطوا في هذا الفكر. أيضاً استطاع رجال الأمن أن يفككوا هذه الخلايا وأن يقبضوا على من هم متورطون في هذا الفكر أو من هم متعاطفون مع هذا الفكر. وقال أيضاً الدكتور محمد بن يحيى النجيمي رئيس الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية وأستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي: من المعلوم أن الحملة التي تقوم به جهات مختلفة، وزارة التربية والتعليم ممثلة في المعلمين وممثلة في المراكز الصيفية وممثلة في جهودها الثقافية والتنشيطية لمحاربة هذا الفكر، وتقوم بها أيضاً وزارة الشؤون الإسلامية من خلال المساجد، ومن خلال حملة السكينة على الإنترنت في هذا الجانب، وأيضاً وزارة الداخلية من خلال لجنة المناصحة التي شكلت لمناصحة الموقوفين، وأيضاً من خلال قطاعات التوعية الدينية والثقافية في الأجهزة الأمنية، وأيضاً الإعلام من خلال وزارة الثقافة والإعلام، أقول إن هذه الحملة من وجهة نظري أعتقد بأنها قد أدت إلى انحسار هذا الفكر بصورة ملحوظة جداً، فمن خلال استعراض جهود لجنة المناصحة في وزارة الداخلية نجد أن عدداً لا بأس به من الموقوفين بل كثيراً منهم قد تراجع عن أفكاره، وتم اختراق هذا الفكر ومناصحة هؤلاء واستجابة كثير منهم وهذا يدل على النجاح. وأيضاً نستطيع أن نقول إن وزارة الشؤون الإسلامية من خلال حملة السكينة عبر الإنترنت، ومن خلال أئمة المساجد أيضاً قد قلصت عدد الملتحقين بهذه الجماعات التي منها ما هو تكفيري ومنها ما هو جهادي أي مبالغ في الجهاد، وإلا فالجهاد مشروع في الإسلام، ولكن الذين يبالغون في الجهاد ويرونه واجباً دائماً. أعتقد جازماً أن هذا الفكر قد انحسر من خلال هذه الجهود، وأكبر دليل على ذلك قلة المنتسبين إلى هؤلاء إذا ما قورن بأول ما بدأت حملتهم المسعورة عام 1423هـ نجد خلال أعوام 1425 - 1426 - 1427هـ وبالذات عامي 1426 - 1427هـ انخفضت نسبة المنتسبين إلى هذه الجماعات، وإن كان قد يتساءل الناس ويقولون نحن نسمع بالقبض على أناس وعلى أنصار نقول إن هؤلاء أساساً أصلهم من القديم، وأيضاً لا يمنع أن نقول بقي أناس يلتحقون بهم، ولكن العدد قد انخفض إذا ما قيس بالماضي، ولعل المؤتمر الدولي الذي عقد في نهاية عام 1425هـ في المملكة وحضره مسؤولون أمريكيون، وفيه أثنت نائبة رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي على جهود السعودية وعلى جهود العلماء في هذا الجانب، ومثلما يقال: (الحق ما شهد به الآخرون). إلا أنه يبقى مع هذا النجاح أننا لا نقول إن هذا الفكر قد انحسر 100% لا يزال له أنصاره ومؤيدوه، ولكنهم إذا ما قورنوا ببداية هذه الأزمة، فإن العدد قد انخفض إلى حد بعيد، ولكن هذا لا يعني أن نتوقف بل نستمر في هذا الجانب وفي التوعية الدينية والثقافية والإعلامية ونبين للناس خطر هذا الفكر، وأنه خطر أولاً على الدين ثم على الوطن ثم على ولاة الأمر ثم على سمعة الإسلام والمسلمين. ويضيف الدكتور محمد الجيمي: أنا أقول إن بقاء هذا الفكر مرتبط أولاً أنه بقي رواسب من الماضي لهؤلاء، ولا شك أن الوضع في المنطقة يبقي مبررات لمن يدعو إلى هذا الفكر ويستنهض همم بعض الأشخاص الذين لا يزال لديهم هذا الفكر. ولكن بالجملة حملة الدولة في هذا المقام حملة ناجحة، وقد أدت إلى انحسار هذا الفكر ولكن نريد مزيداً من تسليط الأضواء على هذه الأمور وشرح بعض القواعد الشرعية للناس وتبسيطها كالولاء والبراء؛ لأن هذا الباب فيه من انزلق وفيه من يغالي في باب الولاء والبراء، لأن هناك من يجافي أو يقصر في باب الولاء والبراء والوسط الذي عليه جمهور المسلمين. أيضاً كذلك الجهاد لا بد أن نشرحه ونبينه للناس لأنه يكون واجباً في حالات وفرض كفاية في حالات أخرى، وأنه لا بد من توافر شروطه وأركانه، ولا بد أيضاً أن نشرح للناس قضايا التكفير؛ وهو أنه للتكفير ضوابط في الشريعة الإسلامية لا بد من توافرها وليس من السهل أن يكفر الإنسان، كذلك لا بد أن نركز في حملاتنا على الناس وأن نبين لهم أن العلم الشرعي لا بد أن يؤخذ من العلماء وليس عن المجهولين من الناس، ونربط الناس بعلمائهم الثقات وبولاة أمورهم.. هذه نقاط أساسية لا بد أن نأخذها في الحملة في المستقبل.
|
|
|
| |
|