| |
هذرلوجيا شاكو.. ماكو؟! سليمان الفليح
|
|
يقال في سبيل الطرفة إن مجموعة من الطلبة العرب يدرسون في اليابان قد تحقلوا حول جهاز إلكتروني حديث يجيب عن أي سؤال يوجه إليه، إذ ما على السائل سوى أن يكتب سؤاله على ورقة ثم يدخلها من فتحة في الجهاز لينتظر الرد مكتوباً يخرج من جهة ثانية، فتقدم طالب مصري وسأله عن أخبار أم الدنيا فجاء إليه الجواب كاملاً شاملاً، ثم تقدم طالب سعودي وسأله عن أخبار أرض الحرمين الشريفين فجاء إليه الجواب كاملاً شاملاً، ثم تقدم إليه طالب جزائري وسأله عن أخبار بلد المليون شهيد وجاءه الجواب كاملاً شاملاً، ثم تقدم إليه طالب عراقي وسأله عن أرض الرافدين وانتظر قليلاً ولكن الجهاز أخذ يخشخش ولم يصدر عنه جواب، ثم انتظر الطالب العراقي أكثر وأكثر بينما الجهاز تزداد خرخشته وخشخشته إلى أن انفجر الجهاز وتناثر في الفضاء. وهنا اندهش الطلبة من أمر الجهاز الذي كان يجيب عن كل الأسئلة فتوجهوا إلى زميلهم الطالب العراقي وسألوه.. بالله عليك ماذا سألت الجهاز؟ فأجابهم بكل بساطة: أبداً (يابه) أنا سألته السؤال العراقي التقليدي (شاكو.. ماكو؟) فانفجر. *** هذه الحكاية أستعيدها اليوم والعراق بالفعل يعيش حالة ال(شاكو.. ماكو) أي (شنهو فيه) و(شنهو ما فيه) لأنك حقيقة لا تعرف ماذا يدور في العراق الجريح من مؤتمرات ودسائس وثارات (سياسية، اجتماعية، قبلية، طائفية) وتحت غطاء وجود أجنبي لم يقدم حلاً واحداً للشعب العراقي منذ احتلاله حتى اليوم للدرجة التي أصبح منها بعض الناس يتمنون عودة صدام حسين وبدلاً من المئات من (الصداقات) الذين يمزقون يومياً جسد العراق وأقول تذكرت تلك الطرفة ال(شاكو ما كو فيه) وأنا أقرأ في جريدتنا هذه بالأمس أن القنوات الأمريكية في العراق ستستخدم مترجماً آلياً للهجة العراقية وذلك بفضل تكنولوجيا طورتها شركة إنترناشيونال تترجم على وجه السرعة اللغة الإنجليزية المنطوقة إلى العربية وتحولها إلى اللهجة العراقية وهذه التكنولوجيا التي يجري تجربتها في العراق تسمى (ما يتلنجوال أتوماتيك سبيش تو سبيش ترانسيليتور) أي أن هذا الاسم فقط بمقدوره أن يفجر المواطن العراقي غيظاً قبل أن ينطقه فكيف إذن يتم التعامل معه، ثم إن الشركة الأمريكية سامحها الله لم تفكر بما حصل للجهاز الياباني الذي أشرنا إليه في بداية المقالة وتوفر لجهازها حماية تكنولوجية ذاتية ضد جملة (شاكو ماكو) لأننا نعرف جيداً أن المواطن العراقي يستعمل هذه المفردة (ألف مرة في اليوم) فكيف به أثناء نقاط التفتيش الأمر، الذي يجعلنا نراهن أن هذا الجهاز (الترجماني) سينفجر بيد حامله (الجندي الأمريكي) لدى أول تجربة له ما أن تمر عليه مفردة (شاكو ماكو)!!
|
|
|
| |
|