جمعية خيرية مباركة، تقوم بعمل خيري يُعَدُّ من أَجلِّ الأعمال الخيرية التي أنعم الله على عباده بفتح مجالاتها في هذه الحياة الدنيا، ووردت الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الصحيحة ببيان فضلها، والأجر الوفير الذي ينتظر الباذلين فيها، والفوز بأعلى المراتب في الجنة للمنفقين في سُبُلها.
رعاية الأيتام التي ترسم للناس صورةً مشرقةً للمجتمع المتماسك، المتراحم المتآلف، المجتمع الذي لا ينسى ضعفاءه وفقراءه، ومساكينه، وأيتامه، وأَراملَه، وجميع ذوي الحاجات فيه.
* (رعاية الأيتام) عمل خيري عظيم، ولو لم يكن كذلك لما فاز راعي اليتيم بتلك المنزلة العظيمة التي بشره بها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في الجنَّة، منزلة المرافقة والمصاحبة لأفضل الخلق الذي منَّ الله عليه بأعالي المنازل في جنات النعيم، تلك المنزلة التي عبَّر عنها الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار صلى الله عليه وسلم بأصبعيه، الوسطى والسبَّابة) وما أعظمها من منزلة.
لقد استخدم - عليه الصلاة والسلام - في هذا الحديث لغة الإشارة المؤكِّدة للمعنى الذي أراد ترسيخه في أذهان الناس، وهي لغة مهمة في رسم صورة المعنى المراد ونقشها في ذهن المتلقي، لأننا حينما نرى الأصبعين المتجاورتين مرفوعتين أمامنا ندرك مدى ميزة القرب الشديد من أفضل الخلق في المنزل في الجنة التي أعدِّتْ للمتقين.
هكذا تصل براعي اليتيم رغبته في الخير، وبذله له، وقيامه به.
(إنسان) اسم جميل لجمعية (خيرية) مباركة تقوم على رعاية الأيتام في منطقة الرياض المتَّسعة بمحافظاتها وقراها وهجرها التابعة لها، جمعية يقوم عليها عددٌ من الراغبين في عمل الخير الحريصين على تطويره، واستخدام أفضل الوسائل الحديثة لتأكيد شمولية الإفادة منه، وقد خَطَتْ جمعية (إنسان) خطوات مباركات بمتابعة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير (سلمان بن عبد العزيز)، وقد حضرت قبل عامٍ تقريباً مهرجاناً حافلاً أقامه فرع جمعية (إنسان) في الخرج برعاية سمو محافظها الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز، ففرحت بهذا الامتداد الجميل لهذا العمل الجليل.
في الرياض مساء يوم الثلاثاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لهذا العام حضرت الحفل السنوي لجمعية إنسان، ورأيت كما رأى الحضور تلك المشروعات المضيئة لهذه الجمعية الطموحة، فهناك وقف اليتيم الذي تقام له - الآن - عمارة كبيرة في طريق الملك فهد تبَّرع بأرضها (إبراهيم وحمد آل سعيدان) جزاهما الله خيراً، وهناك قرية إنسان لإسكان الأيتام وأسرهم تقام الآن على أرض كبيرة في منطقة عليشة تبرَّع بها أحد المحسنين جزاه الله خيراً، وهناك التبرُّعات السَّخيَّة التي تمَّتْ في ليلة الاحتفال وهي تبرعات مباركة - إن شاء الله - بدأها الأمير سلمان والأميرة طرفة بنت عبد العزيز وعدد من رجال الأعمال، وعدد من الموظفين وعامة الناس، وإذا كان المتبرعون الكبار قد تبرَّعوا بملايين الريالات، فإن صغارهم تبرعوا بآلاف الريالات، والأجر عند الله للجميع وفير، فإن من تبَّرع بالمليون والمليونين ينطلق من مقدرته المالية التي يناسبها هذا التبرُّع، ومن تبرَّع بألفين وأربعمائة ريال، وهذا هو أقل مبلغ في تلك الليلة، ينطلق أيضاً من مقدرته المالية التي يناسبها هذا التبرع، وكلاهما أدَّى ما استطاع، وحصل - بإذن الله - على الأجر العظيم من ربٍّ كريم.
نحمد الله على هذا الفضل الذي نفرح به لما فيه من نشر للخير، ودَفْع للشر فإن الصدقة تُطفئ غضب الرَّب سبحانه وتعالى، وقد أشار إلى هذه المعاني جميعها في حفل (إنسان) سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وفقه الله في كلمة ألقاها في هذا الاحتفال، أوضح فيها قيمة العمل الخيري وأهميته.
إشارة: