| |
نهارات أخرى دعوها تكتب!! فاطمة العتيبي
|
|
** لا أدري لماذا تتوالى نوبات الندب والبكائيات والضيق والتبرم من توالي إصدار روايات نسوية تشخص واقع النساء وتكتب عن مشكلاتهن وواقعهن عبر نماذج قد لا تكون عامة وقد لا تكون خاصة، لكنها قطعاً نماذج بشرية موجودة يعج الواقع بما هو أسوأ منها أحياناً! وهذا حق مكفول للرجل أيضاً فالإبداع لا يُحسد! ** يحاول بعض الرجال رمي تجربة المرأة الكاتبة بالقصور في حال كونها تجربة نسوية تبحث في تقاطعات الحياة مع الرجل أو فكرة الاضطهاد أو المعاناة من كبت المجتمع. ومع أن المرأة في العالم تصنف كفئة مهمشة يحق لها أن تعمل بكل الوسائل لتنال حقوقها مثلها مثل الأقليات والمعاقين والسود وغيرهم من الفئات. وسواء كان حقها نظريا أو تطبيقيا فلها الحق في الحديث بصوت عال عن نفسها فيه. لأن الرجل يمتلك السطوة ويطوع التاريخ لمصالحه ويضع القوانين التي تساند هذه القوة، وتبقى الحال على ما هي عليه دون تهديد لسطوته! ورفض بعض النقاد أو الكتاب تجارب زميلاتهم من الكاتبات أو التذمر والتندر أحياناً من أن فكرة الكتابة عند المرأة لا تخرج من عنق تجربتها الخاصة أو من فكرة (الجنوسة) وهذا ليس عيباً بل هو في حقيقته ميزة وصدق! لكن ذلك الرأي يندرج ضمن (اضطهاد) المرأة الكاتبة أيضاً حيث يعمد الرجل إلى مصادرة حق المرأة في أن تكتب عن عالمها ومعاناتها لأنه يدرك أنها معاناة ناتجة عن هيمنة ذكورية لا تقبل أن تزاحمها المرأة على شيء! ** قرأت آراء ترفض تجارب روائية نسوية وتعدها ولولة وبكائيات حريمية وتصنف تحت هذا روائيات مثل زينب حفني ورجاء الصانع وصبا الحرز وهاجر مكي وأميمة الخميس وبدرية البشر وليلى الجهني وتصنف هذه الأعمال وغيرها من المجاميع القصصية لكاتبات أخريات إنها مجرد بكائيات حريمية نادبة لوضع المرأة والحقيقة أن هذه الآراء قاصرة وغير قادرة على تعاطي فكرة (كتابة المرأة) كونها تنطلق من حقها في التعبير عن همها الخاص الذي ليس خاصاً فهو يتقاطع مع التغيرات والقوى المختلفة والمؤثرات في المجتمع مع أن تيمته الأساسية هي (اضطهاد المرأة). لكنها أعمال تجوس في غياهب البحث عن الذات.. وأولى مراحل البحث والعثور على كوة الضوء هي إطلاق الصرخات المتوالية لتنزاح الصخرة الكبيرة التي تغلق منافذ الضوء. ** صرخات مبالغ فيها.. صرخات متزنة صرخات هادئة صرخات طويلة البال.. هي في النهاية صرخات تتوق لأن تلتقي بلحظة تستجيب فيها الصخرة الجاثمة على الأبواب فتزحزح قليلاً لتدع الضوء ينسرب.. ** دعوهن يكتبن.. فالكتابة دواء ناجع!
fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|