| |
قرار
|
|
عندما يجهل الإنسان طريقاً يريد أن يسلكه فإنه لا بد أن يبحث عن حلول عدة لكي تساعده في مسلك هذا الطريق.. حينها سيفكر أكثر من مرة في الأنسب له والأصلح، ولا سيما عندما يكون هذا الطريق له ممرات جانبية عدة كلها لديه مجهولة بل ومخيفة.. في هذه الحالة ما عليه إلا أن يضع هذا الطريق أمام عينيه غير آبه بالممرات الجانبية والسراديب المخيفة.. وقبل ذلك كله متكلاً على الله في كل خطوة يخطوها. في البداية يجب عليه أن يستجمع ما في استطاعته أن يجمعه من قوة ورباطة جأش لكي يمضي في هذا الطريق، الذي لا يزال يجهله.. لقد أصبحت لديه النتائج متساوية بين انهزام وانتصار، فما عليه إلا أن يستبسل في المضي قدماً.. قد يتعرض وهو سائر إلى عراقيل لا يعلم أتأتي يمنة أم يسرة، ولكنه سائر؛ فالرجوع إلى الخلف أصعب من المضي في خوض هذه المعركة ولا سيما أن هذه المعركة هو فارسها وقائدها مع نفسه أولاً ومع هذه الحياة الطويلة.. كيف لا وقد اتخذ القرار مع نفسه في المضي قدما بادئاً هذه الملحمة من الصفر.. نعم من الصفر إن لم يكن أقل.. المعنويات مرتفعة حيناً وهابطة حيناً آخر.. هو ماض الآن، كل ضربة يتعرض لها أصبحت تزيده قوة وصلابة، أصبحت وما زالت هذه الضربات بمثابة الروتين اليومي له؛ فلا يمر يوم واحد إلا وقد أخذ درساً جديداً.. سبحان الله، ليس لديه ما يخسره، وليس لديه ما يبكي عليه، فقد أعطى مشاعره إجازة وراحة واستجمام. أصبح ذلك القلب المحلق بجناحين قادرا على إغلاق أبوابه تجاه مَنْ ناصبه العداء أو أخفق في فهمه دون أن يدري. لقد أصبح ذلك القلب كالصلب إن لم يكن الفولاذ، وأصبح كذلك قادراً على الفتك.. لقد أصبحت لديه الثقة العالية في أخذ القرار، بتروٍ وحكمةٍ شديدتين.. لقد أجمع البعض على سذاجة هذا القلب، ولكن هل فكر أحد أن هذا القلب سيحل محله قلب آخر؟؟؟ أبداً لم يحصل أن فكر أحد في ذلك. - العزيمة القوية: هي التحام القوى الداخلية على أمر ما في سبيل تحقيقه. - الثقة: هي الصلابة والثبات على الرأي دون الإجحاف بآراء الآخرين. - الصداقة: ثمرة التعارف وميزة الأوفياء.
نورة ضعيان - الرياض
|
|
|
| |
|