| |
شيخوخة محمد الريحاني
|
|
* كل إنسان يحمل داخله خبراً ساراً، الخبر السار هو أنك لا تعرف قدر عظمتك ولا حجم ذخيرتك من الحب ولا ما يمكنك إنجازه ولا تعرف حتى إمكاناتك! (انيز ماري فرانك) * * * * في صالون الحلاقة: - خفف لي أكثر! - لا يمكن.. ستبدو أقل جمالاً لأنك فقدت الكثير من الشعر على جانبي رأسك وفي الأعلى.. - هل لديك فكرة من تساقط الشعر؟ - الفكرة التي تدور في دماغي الآن هي أنك شخت! - وكيف تعرف الشيخوخة أيها الحلاق! - بالشيب الذي بدأ يشتعل في شعرك وبهذا الزغب الغزر المطل من أذنيك. * * * * في محل الفيديو: - من فضلك فيلم ل شيشكابور - تفضل شاهد لقطة من لقطات الفيلم لتقف على جودة التسجيل على الشريط. - ولكن هل صار شيشكابور يمثل دور الجد. - هنا يمكنك أن تعرف كيف تقدم بك الزمن! - وكيف تعرف أني شخت وأنت لا تعرفني بل أنك لم ترني في يوم من الأيام. - الأمر لا يتعلق بضرورة الاطلاع على وثائق الهوية. أو على المعرفة الشخصية بالفرد، مطلقاً، إن إعجابك بممثلين تحولوا من أداء أدوار الشباب إلى أدوار الشيوخ حيث يجدون أنفسهم هو الدليل القاطع على أنك شخت معهم. * * * * في النادي: - هذا يحتاج إلى وقت وإلى عزيمة.. وهذا ما لا أستطيع توفيره الآن. - نعم، خاصة حين يشيخ المرء. - وكيف عرفت أنني شخت! - هذا البطن المترهل المتدلي فوق حزامك الجلدي! * * * * في الشارع: - أهلاً ب(.......) - هل نسيت اسمي، أنا أعز أصدقائك في الجامعة! - امهلني قليلا.. اسمك على طرف لساني - وهنا يمكنك أن تعرف أن الزمن مر بسرعة وأنك شخت! - هل مجرد نسيان اسم دليل على الشيخوخة؟!. - الساعة الصغيرة على معصمك تعد الدقائق والساعات بالعقارب، أما الساعات الكبرى والزمن الكبير فلا يشغل عقاربه لعد الدقائق والساعات بل يشغلها لمحو الذكريات والصور والأسماء، كلما تقدم المرء في السن ضاعت ذاكرته ورموزه تحت المحو الصامت لعقارب الزمن. * * * * حوار مع أحد الغرباء: - لماذا يصر الناس هنا على شيخوختي؟ - لأنهم جميعاً شيوخ. - لكنهم مهووسون بالشيخوخة. - لأنهم لا يرون بأعينهم شبابا يمرح حواليهم. - أليس لديهم شبانا وشابات؟ - الشبان هنا يهاجرون فمنذ بلوغم سن الرشد يبدؤون العد العكسي لبلوغ السن الثانوي للهجرة.
|
|
|
| |
|