| |
في ذمة الله يا أبا خالد ثنيان بن فهد بن ثنيان
|
|
انتقل إلى رحمة الله صاحب السمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود في صباح يوم الثلاثاء 18 رمضان 1427هـ الموافق 10 أكتوبر 2006م في الولايات المتحدة الأمريكية إثر مرض ألمَّ به، والأمير سعد - رحمه الله - له من التقدير والاحترام الشيء الذي لا يقتصر على فئة معينة من المواطنين، بل إنه يتمتع باحترام وقدر كبير لدى الأسرة المالكة ولدى العلماء والمثقفين والمواطنين حاضرة وبادية وبخاصة ممن عرف هذا الأمير الذي تربى على التقاليد والقيم ومكارم الأخلاق التي نشأت عليها أسرة آبائه وأجداده. وما إن علمت بهذا الخبر حتى صُدمت صدمة كبيرة لما أكنه لهذا الفقيد من محبة وتقدير واحترام منذ صغره حتى انتقل إلى رحمة الله، فيشهد الله أنني غير مبالغ حين أقول إن العين لتذرف دمعاً وإن القلب ليعتصر حزناً.. وقد سارعت عندما علمت بهذا النبأ المفجع بإبلاغ الابن فهد بالاتصال بأبنائه لأقدِّم لهم العزاء ومعرفة متى وصول جثمانه، فكان أول اتصال مع ابنه صاحب السمو الأمير سلطان فتكلّم معه الابن فهد للتعزية وقال إليك الوالد ليتكلّم معكم ويقدِّم العزاء وعندما أمسكت بالجوال لأبدأ بالحديث مع الأمير سلطان بن سعد لم أتمالك نفسي من شدة الحزن وألجم علي لساني وعجز عن النطق، فأشرت للابن بتبليغ الأمير سلطان وإخوانه أنني لم أتمكّن من القدرة على الكلام ومواساتهم والاطمئنان عليهم ومعرفة متى وصول جثمان الفقيد لأكون من ضمن المستقبلين لجثمانه رحمه الله وذلك من شدة حزني عليه. ولما أعرفه عن الفقيد وما يتمتع به من الاستقامة والمحافظة على دينه والتقاليد والالتزام بأداء العبادة ومواظبته على تأدية الفرائض في وقتها بدون تأخير منذ صغره رحمه الله.. كما أنه ملتزم بالجلوس في مجلسه لا ينقطع عنه عدد الزائرين وليس من فئة مخصصة، بل على مستوى الطبقات كما أشرت من علماء ومثقفين وغيرهم من المواطنين، ولديه من الأخلاق الفاضلة التي لا تحصى بمعاملته للزوار وأدائه الواجب في زيارة الأصدقاء وكبار السن والمرضى ومواساة المواطنين في التعازي وغيرها، ومما يتمتع به الفقيد رحمه الله أنه ليس لديه أي مشاكل في معاملته مع المواطنين ومع الجهات المعنية ومشهود لهذا الشخص أنه ليس لأي شخص حقوق عليه يطالبه بها وليس له - رحمه الله - أي مشاكل أو أي خلافات مع أي مواطن أو غير مواطن في معاملاته، وعلى ما علمت في سياق الحديث أنه لا يوجد دعوى قدمت لجهات التنفيذ في الإمارة أو وزارة الداخلية أو حق لأحد وهذا مشهود له عند من يعرفه ومن يسمع من الغير لما يتمتع به الفقيد من حسن خلقه ومكارم أخلاقه. وأعرف على سبيل المثال أنني عرضت عليه في يوم من الأيام وهو سيسافر خارج المملكة لتلقي العلاج فعرضت على سموه - رحمه الله - إذا يلزم خدمات فأنا ممنون بتحقيق طلبه لما أكن له من محبة واحترام وهو من الأشخاص الأوفياء ويعطي كل شخص حقه، فقال لي - رحمه الله - أنت مشكور على ما أبديته ولكن أؤكّد لك أنني ولله الحمد لست بحاجة لأنني أمشي بالإنفاق حسب إمكانياتي التي أحصل عليها وأريد إذا توفيت لأن الدنيا (فانية وما عليها) أن أورث لأبنائي ثروة يستفيدون منها فأنا لا أريد أن أورث لهم ديوناً يتحمّلون أعباء هذه الديون ليسدّدوا أصحابها بعد وفاتي ولذلك كما ذكرت أصرف حسب الإمكانيات التي لدي. في ذمة الله يا أبا خالد، ورحمك الله وأسكنك فسيح جناته وجزاك الله خير الجزاء، فأنت فقيد كل مواطن عرفك، فقد كان بإمكانه أن يلقاك في كل وقت ويطلب من سموكم الشفاعة والتوضيح للجهات المعنية عن ظروفه وقضاء حوائجه وهذا ما كان يقوم به سموكم. وإنني على يقين - إن شاء الله - أن أبناءه البررة الكرام سيسيرون على ما سار عليه فقيد الجميع.. كما أتقدّم بأحر التعازي للأسرة المالكة الكريمة ولأبنائه البررة ولمن عرف هذا الفقيد من أصدقاء ومحبين، لأنني سمعت على لسان كل من كان يعرف سموه حينما أذيع نبأ وفاته - رحمه الله - أنهم تسارعوا إلى التعزية به، داعين له بالمغفرة والرحمة وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. ففي ذمة الله يا أبا خالد.. نعم إن قضاء الله إذا جاء للإنسان فلا راد له وما لنا إلا أن نقول رحمك الله يا أبا خالد وأسكنك فسيح جناته، {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً}، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|
|
|
| |
|