| |
أضواء أجندة صناعة الفتنة في العراق(6) جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
يستغرب العراقيون وكلُّ من له اطلاع على الملف العراقي عدم قدرة الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق من أيام سيئ الذكر بول بريمر على معالجة مشكلة إجرام وإرهاب فرق الموت والقوات الخاصة ومليشيات الأحزاب الطائفية. فهذه التنظيمات التي أخذت شكل وتكوينات العصابات الإجرامية بدأت بالظهور منذ الأيام الأولى من الاحتلال للعراق من خلال فرض سطوة الأحزاب الطائفية، حيث كان قادة الأحزاب الطائفية يتجولون في شوارع بغداد تحيط بهم فرق المسلحين الذين لا يتوانون في إطلاق النار على المواطنين العراقيين لإفساح المجال لمواكب زعماء الأحزاب، ثم تطور عمل أولئك المسلحين لقتل واختطاف المعارضين السياسيين.. وقد أوضحنا في بداية هذه المقالات الكيفية التي تشكلت فيها فرق الموت والمليشيات الطائفية والتي ظهرت وترعرعت في ظل الحكومات العراقية المتعاقبة بدءاً من حكومة علاوي ومروراً بحكومة إبراهيم الجعفري التي دعمت هذه التنظيمات ومدتها بكل وسائل الدعم والقوة، فكانت مكاتب وزارة الداخلية وسجونها وأجهزتها مقرات لها، وهو ما كشفت عنه إبان إدارة الداخلية من الوزير باقر صولاغ الذي تلقى توبيخاً علنياً من السفير الأمريكي في بغداد على تقاعس أجهزة وزارته وتورطها في عمليات القتل والتعذيب التي تقوم بها مليشيات الأحزاب الطائفية وفرق مغاوير الشرطة المتخصصة في قتل أهل السنة. إذن فإن هذه العصابات الإجرامية معروف أماكنها والجهات التي أنشأتها والتي تدعمها وترعاها حتى الآن، إذ يتردد في العراق بأن تحويل باقر صولاغ من وزارة الداخلية إلى وزارة المالية تمت وفق صفقة بين حزب عبدالعزيز الحكيم ورئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، بحيث يكون صولانح مسؤولاً عن استمرار مد المليشيات الطائفية بالأموال وتوفير رواتب لعناصرها وضباط وعناصر مغاوير الشرطة الذين ينفذون توجيهات ومخططات الأحزاب الطائفية، والذين يعدون جيشاً جاهزاً لهذه الأحزاب، حيث تذكر بعض المعلومات الواردة من العراق أن عددهم يصل إلى مئة ألف عنصر. وهكذا فهذه المليشيات تحصل على رواتبها وتحظى بالحماية وتعطى الإمكانات والأجهزة والمعدات من خلال استعمالها آليات الشرطة مثلما حصل أثناء عملية اغتيال الفريق عامر الهاشمي.. فهل يعقل أن تتوجه عشر سيارات شرطة محملة بمغاوير الشرطة إلى منزل المستشار العسكري لرئيس الجمهورية الذي يحظى بحماية عسكرية وتقوم باغتياله دون أن تتجرأ قوة عسكرية على اعتراضهم، مثلما يحصل لعناصر المقاومة العراقية التي تتبع الطرف الآخر في المعادلة العراقية؟. تجيش الجيوش وترسل الفرق العسكرية إلى الفلوجة وإلى تلعفر وإلى الموصل وإلى ديالى لإبادة رجال المقاومة، فيما تحظى مليشيات الأحزاب الطائفية وفرق الموت ومغاوير الشرطة بالحماية ودفع الرواتب..!!.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|