لما هو آتً
حرج التكرار.....
د. خيرية إبراهيم السقاف

من طرائف ما يمر بنا أن تتداخل صور الأفراد في مخيلتنا بتشابه الأسماء...
ولئن كانت العادات الاجتماعية أن يواصل الإنسان إحساسه بأحد والديه بأن يطلق على ابنه أو ابنته أحد اسميهما، فإن العائلة الواحدة قد يتكرر فيها الاسم لدى جميع الأبناء نزعة وعي بأحقية أن يكون لدى كل واحد منهم في بيته اسم أبيه أو أمه محمولاً على شخص ابنه أو ابنته.. وهكذا تتكرر الأسماء وتمتد ثلاثية ورباعية.
تذكرت ما حدث ذات يوم عبر حين لجأت إليَّ زميلة في الجامعة لإدخال أحد أقاربها مستشفى الملك خالد الجامعي، فحصلت لها على الموافقة وجاءت للمستشفى وأتمت الإجراءات، وبعد مرور سنتين اضطرت الزميلة إلى الرجوع للملف بالاسم لاستمرار صرف الدواء حيث هو خارج المدينة... ولما راجعت السجلات بدون رقم المريض تعاون معها الموظفون، فإذا بهم يخرجون بعدد لا حصر له من الأفراد الذين يحملون الأسماء الرباعية المتطابقة.. عادت إليَّ.. فذهبت شخصياً للمستشفى حيث أضاع الرجل رقم ملفه وبالكاد تعرفنا عليه من تاريخ دخوله للمستشفى ونوع العلاج، ولحسن الحظ أن أحداً من المكررة المتطابقة أسماؤهم لم يدخل المستشفى في ذلك التاريخ، وحينها أخبرني الزميل مدير المستشفى بأنهم واجهوا مشكلة كبيرة في إحصاء الأسماء التي تطابقت رباعية حين تخزينها في البرنامج السجل الإلكتروني، إذ تبلغ المكررة مئات بل ألوف..
مجتمعنا الذي لا تخرج أسماء الذكور فيه على عدد محدد وكذلك الإناث يضعنا في حرج...
أمس هاتفتني بصوتها الذي أعرفه يقينا لكنني لم أتبينه لطول المدة الزمنية التي لم أسمعه فيها.. وبعد جهد قالت أنا فلانة سمت اسمها فتقاطرت مجموعة من الوجوه وغابت أخرى لذات الاسم.. لكنني بالفعل بددت لها حيناً من الوقت ولا أدري أهو ذلك الوجه الذي استقر في مخيلتي لها أم لغيرها؟
أكثر من واحدة تحمل اسماً واحدا، فراغ يمكن أن تهوي فيه الذاكرة ويقع فيه صاحبها في حين ليس هو ممّن يهمل الآخرين في داخله.