| |
الحرم المكي... هل يُنقذ العراق؟؟ سفيان خالد السعدون
|
|
كعادة كل مهتّمٍ بقضايا العالم، أتصفّح الجرائد والمواقع الإخبارية الإلكترونية فأجد زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزا رايس) إلى المملكة العربية السعودية كمحطة أولى في جولتها (الشرق أوسطية) ولقاءها خادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله بن عبدالعزيز) ووزير الخارجية سمو الأمير (سعود الفيصل) وطلبها مساعدة المملكة بلعب دور في فرض الاستقرار في العراق متوافقةً مع دعوة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور (أكمل الدين أوغلو) لعقد مؤتمر مصالحة إسلامي بين علماء السنة والشيعة العراقيين في الحرم المكي الشريف وخلال شهر رمضان المبارك. هل من ربط بين الحدثين؟؟ سبق وأن قدّمت في مقالةٍ سابقةٍ رأياً حول الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه المملكة السعودية في احتواء العراق المهتزّ وحلّ مشكلته والمتمثلة في صراع أطرافه فيما بينهم وما إعلان منظمة المؤتمر الإسلامي عن عقد مؤتمر المصالحة بين أطراف علماء الدين العراقيين في المملكة إلا تأكيداً على هذا الدور الذي من الممكن ان تضطلع به - المملكة العربية السعودية - بأن تكون الأرض الخصبة لمصالحة حقيقية كما كانت لمصالحة اللبنانيين ب (الطائف) وللوفاق الأفغاني عام 1992م. وزيارة سيدة الدبلوماسية الأمريكية في هذا الوقت ليست إلا إدراكاً من الإدارة الأمريكية لقدرة الدبلوماسية السعودية وسياستها المتأصلة على لعب دور إيجابي في إنقاذها من المأزق العراقي بتحسين الوضع فيه وتخفيف أزماته. وبالعودة إلى مؤتمر المصالحة المزمع عقده في الحرم المكي الشريف وبتوفّر الجهة الحكم - منظمة المؤتمر الإسلامي - التي بإمكانها تقصير المسافات المتباعدة بين اجندات زعامات الدين العراقية وبحضور الحكمة السعودية التي تنجح دائماً في تغليب لغة العقل والمصلحة الوطنية في أي حوار ينشأ بين أطراف الخلاف - ولنا في اللبنانيين والأفغان أسوة حسنة - مع حضور (مصارحة حقيقية) بين الأطراف العراقية حول مخاوف كل جهة من الأخرى والبوح بكل صور الشكّ و انعدام الثقة بينهم و إصداق النية في أن يصلوا إلى صيغة سلام يعيشون بموجبها مع بعضهم على أرض واحدة دون تقاتل، يمكن لهذا المؤتمر في الحرم المكي ان يُنقذ العراق.
|
|
|
| |
|