| |
توطين نصائح إلى أولادنا في أمريكا عبد الله صالح الحمود(*)
|
|
بطبيعة الحال لكل دولة ثقافة ونظام، وهذان الأمران يشكِّلان العنصرين الأهم في طريقة التعامل أو التعايش مع مجتمع أية دولة كانت، حتى وإن كانت هذه الدولة تدخل ضمن نطاق بلدك إقليمياً، وذا تشابه قوي، سواء في العادات والتقاليد، أو بوجود ترابط ديني واجتماعي، فمع كل هذه الاتجاهات والتوجُّهات، لا بد يقيناً القول إنّه وإن كان هناك من تشابه أو تماثل واضح بين شعب وآخر في تلك الأمور، إلاّ أنّه تظهر اختلافات وإن لم تكن كبيرة حول الثقافة والعادات والتقاليد والأنظمة، فإنّ مسألة الفرق بين هذه الثقافة وتلك وبين هذه العادات وتلك، هي الفيصل الرئيس في الاعتراف بأن هذه الاختلافات هي نتاج موروث اجتماعي وبيئي يحتم على كل فرد في هذه الدنيا إدراكه، سعياً إلى تحقيق التعامل مع الآخرين بهذه الأوجه وهذه التوجُّهات بطبيعتها عامة، بل واجب أن يتم هذا التعامل بكل اقتدار وروية، فقضية المواطن حميدان التركي طالب الدراسات العليا بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي كتب عنها الكثير، وقضية تكالبت عليها الكثير من الاتهامات المعلنة وغير المعلنة، حتى أصبحت قضية وطن في الدرجة الأولى، ومهما يكن حالها فقد أظهرت لنا دروساً واجب أن نقف معها ونسعى إلى الاستفادة منها، ولنتعرف عن آليات التعامل بالذات مع دول وشعوب لا شك أنّ الفارق بيننا وبينها كبير جداً، سواء في العادات والتقاليد، أو البعدين الاجتماعي والثقافي، فضلاً عن ما هو أهم وهو العلاقة الدينية التي لا تمت لديننا الإسلامي بأية صلة، فالولايات المتحدة الأمريكية وبلا شك هي دولة لا يمكن بأي حال من الأحوال القول عنها إنّها ذات تشابه علاقاتي معنا ولو حتى بواحد في المئة، سواء في العادات والتقاليد أو الثقافة أو الديانة، ومسألة العلاقات القائمة بيننا وبينها سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وثقافياً، لا يعني ذلك توافر ترابط مشهود اجتماعياً أو فكرياً على الأقل، فلذا أصبح من الأجدر بنا أن نتفهم أنماط هذه الدولة، الثقافية والاجتماعية والدينية، فضلاً عن ضوابطها وقيودها القانونية التي تفرضها على الجميع، ليسهل الأمر معه التعايش مع مجتمع وحكومة هذه الدولة، وهذا يستلزم من الشخص الذي يرغب السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بغرض السياحة أو الدراسة أو العمل، أن يقرأ ويتفهم ثقافة هذا البلد بشكل عام، ليضمن من خلالها إقامة سليمة و آمنة، ويذود عن نفسه من مخاطر الحياة هناك، وإن حدث من ابتلاء وقع أو قد يقع على أحد بدون سبب يرتكبه، فهذا حال المؤمن حيث واجب عليه التحلِّي بالإيمان المطلق بربه عند حدوث الابتلاء، فمن خلال هذه المقدمة وددت طرح البعض أو الغالبية العظمى للنقاط القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الطلاب المبتعثين للدراسة فيها، كنصيحة أخوية لأبنائنا وبناتنا والتي تؤدي مخالفتها إلى اعتقال المخالف والتي حذرت فيها القنصلية السعودية في هيوستن وجاء منها: 1- الدخول بتأشيرة زيارة ثم تغييرها إلى تأشيرة دراسة. 2- عدم التصريح بالمبالغ النقدية التي يحملها الشخص القادم إلى أمريكا مما يعد من المخالفات الجمركية. 3- تدوين معلومات غير صحيحة عند الالتحاق بالجامعة أو الانقطاع عن الدراسة. 4- عدم تسجيل الطلاب مواد دراسية خلال الفصل الدراسي أو تسجيل ساعات أقل من المعدل المطلوب في الجامعة، مخالفة تؤدي إلى الاعتقال، كما اعتبرت انتقال الطالب إلى مدرسة أو جامعة أو ولاية أخرى دون إشعار الجهات المختصة مخالفة لقوانين الهجرة التي يعاقب عليها النظام في الدولة، كما تضمّنت المخالفات التي يقع فيها السعوديون هناك بالاتفاق مع شخص آخر للتقدم لامتحان اللغة الإنجليزية (التوفل) نيابة عنهم. 5- الدخول على مواقع محظورة على شبكة الإنترنت. 6- الاتصال بنساء أو أطفال قصر بهدف إقامة علاقات جنسية معهم، بالإضافة إلى مخالفات أخرى كالاعتداء على الأطفال جنسياً. 7- تجاوز السرعة القانونية، ومحاولة إخفاء الهوية الحقيقية الشخصية عند التعامل مع رجال الأمن، وعدم الامتثال لطلب المحكمة بالحضور لأكثر من مرة. 8- عدم تجديد جواز السفر أو الإقامة، والعمل دون رخصة عمل. 9- المشاركة في ارتكاب المشاجرات وارتكاب جرائم قتل أو تزوير أو سرقة أو تحرير شيك دون رصيد. هذا وأكدت القنصلية في هذا البيان الالتزام بالصدق والأمانة عند الإدلاء بالمعلومات الشخصية أو الأكاديمية الصحيحة قبل الحصول على تأشيرة السفر لتكون متطابقة تماماً مع كافة بيانات التسجيل عند طلب التأشيرة من السفارة الأمريكية بالرياض، وأن معلومات غير صحيحة وغير متطابقة يتم اكتشافها من قِبل المسؤولين الأمريكيين ستعتبر جريمة تؤدي بصاحبها للاعتقال والترحيل، وناشدت القنصلية بإطلاع الطلاب المبتعثين على أهم المسائل التي يجب عليهم معرفتها بخصوص قوانين الإقامة والهجرة، والتأكيد بمراجعة أقرب الممثليات السعودية فور وصولهم إلى هناك، لمعرفة ما لديها من معلومات تخص أمور الإقامة، وفي الختام نسأل الله للجميع السلامة والتوفيق وأن يصبغ على أسرنا في الخارج الأمن والأمان وأن يكونوا سفراء خير ومحبة لبلادهم، وأن يعودوا كاسبين غانمين خدمة لدينهم ثم مليكهم ووطنهم.
(*) كاتب اقتصادي ناسوخ 2697771 /01
|
|
|
| |
|