| |
ملامح في الهاوية سلوى أبومدين
|
|
المقهى الشاحب يذرفني من كوبه المبتور *** أمضى بقلبٍ خاوٍ المشهد المتكرر الزمان.. صرخاتي المكدسة في الظلام... الأيام الباردة كالشتاء *** وحدتي.. نافذة مواربة أطل منها على الصمت.. ونجمة يتيمة حارسة لأحلامي تبدد بضيائها عزلتي.. *** كنت أهرب بأوجاعي الطافرة نحوها... وكم هي المسافة بعيدة بين حلمي.. ونفسي. ... أزقّة أيامي زجاج مُتصدع وأوراق بيض ترتشف الفراغ.. *** لم يكن في ذاك الليل سوى ظلي المتمرّد تحت سياط الوجع. *** حجرتي المطلّة على الصمت المبنى الشاحب... دمعتي على رصيف النسيان ومطر يذوب في فم الغبار... *** عالمٌ من وهمٍ لم يعدْ في يدي غير حروف متخاذلة وموكب نزف واللون الأحمر.. الوجوه السوداء تغرق في دخانِها... أرواح البراءة تتدلى كعناقيد عنب من السماء... أقف أحدّق كمعطفٍ مرتقٍ وسط الرماد.. العالم زجاجة مُهشّمة.. *** الكابوس المتُكرّر أيُ حلم الذي يأتي بردائه الأسود أطل على المشهد الممزق وحيدة طفلة تختفي في الضباب بيدها لعبة متهرئة وشجن أناشيد تعبر ذاك المستحيل.. دموعها نجمة وسط العتمة.. لا شيء معي إلا غابة يابسة من الكلمات.. رغبات مهزومة وصرخة في صقيع الليل. جنوني يفترش أوراق السهو الفضاء يُضيق.. والطرقات مُقفرة.. رماد الأرواح يطفو على وجهي.. قلبي مصباحٌ مكسور.. المدينة صارت غباراً وكتبت صمتها قصيدة.. وأنا وحدي على قارعة الحريق. * إلى من تركوا مقاعدهم خاوية ورحلوا في الدخان دونما حقائب أو عنوان لهم، إلى روحهم البريئة التي أهدرها الصيف على أرصفة النسيان أسكب مفرداتي الظمأى وبرعم بنفسج، إلى كلّ وطن جريح.
صيف دمشق 2006 * النص من مجموعة قبل أن يمسي نيسان.
|
|
|
| |
|