| |
المواطنون في الأحساء لـ «الجزيرة »: أزمة المياه لم نواجهها من قبل
|
|
أكد عدد من المواطنين والمقيمين في مدينتي الهفوف والمبرز التابعتين لمحافظة الأحساء ل (الجزيرة) أن أزمة المياه التي يواجهونها على مدى الأيام الخمسة الماضية لم يواجهوها من قبل، موضحين أن مدن وقرى الأحساء كانت تتفاخر بوفرة المياه العذبة على مدار تلك الأزمنة. وأضافوا أن تلك الأزمة تفاقمت بشكل كبير جعل سعر صهريج المياه يرتفع أضعافاً مضاعفة، ورغم هذه الزيادة لا يجد المواطن والمقيم ناقلة مياه، وأشار سكان مدينتي الهفوف والمبرز التابعتين للمحافظة إلى أنهم عانوا الأمرّين في الأيام الماضية بسبب نقص المياه. وبدأ المواطن علي اليحيى حديثه ل(الجزيرة) بالعبارة التالية: مصائب قوم عند قوم فوائد، وأضاف أن سائقي ناقلات المياه استطاعوا أن يحققوا أرباحاً منقطعة النظير لم يجدوها في السابق، موضحاً أن المياه في مدينتي الهفوف والمبرز ضعيفة وتكاد تكون معدومة في عدد من الأحياء في المدينتين. وقال ياسين حسن: إن الجهات المسؤولة عن المياه في المحافظة فشلت في احتواء الموقف، وأضاف أنه يجب على تلك الجهات أخذ العبرة والعظة في المرات الأخرى، موضحاً أن خطوط المياه في الشبكة العامة في الأحساء قديمة وعمرها الافتراضي قد انتهى، ومن الأجدر أن تقوم الجهات المسؤولة بإيجاد الحلول السريعة لا أن تنتظر وقوع أزمة أو كارثة. وأضاف مواطن رغب عدم ذكر اسمه أن أزمة المياه التي يواجهها تسببت له في إحراجات كثيرة وأثرت فيه سلباً في ذهابه إلى العمل في الصباح الباكر خلال الأيام الماضية وجعلته يواجه مشكلات كثيرة مع أبنائه بسبب رفضهم الذهاب إلى مدارسهم دون استحمام. وأشار إلى أن الأزمة تسببت في عطل دينامو الماء في منزله مما كلفه 250 ريالاً لاستبدال آخر به. وأوضح محمد بن علي الملا أنه خلال أيام الأزمة اضطر إلى الانتقال إلى مزرعته الخاصة والبقاء فيها على اعتبار وجود بئر ارتوازية فيها. وأشار أحد سائقي ناقلات المياه (آسيوي الجنسية) بلغة مكسرة إلى أن السبب في ارتفاع أسعار صهاريج المياه خلال الأيام الماضية في المحافظة هو قلة المياه وضعف منسوبها بصورة ملحوظة على جميع المنازل في الهفوف والمبرز؛ الأمر الذي جعل الطلب يزداد عليها، وجعل المواطن المحتاج إلى المياه لديه الاستعداد لأن يدفع ثمن صهريج المياه أضعاف سعره الحقيقي، لافتاً إلى أنه يجب على أصحاب الصهاريج عدم رفع الأسعار واستغلال الفرصة بطريقة أشبه بالابتزاز، مطالباً زملاءه من سائقي الناقلات وأصحابها بعدم الركض وراء الأسعار المرتفعة بقدر السعي إلى تلبية احتياجات الناس المضطرة. وتابع سائق صهريج آخر أن عوائده الربحية في الأيام الأربعة الماضية ارتفعت بنسبة كبيرة بسبب ضعف المياه، مشيراً إلى أن أزمة المياه التي تواجهها الأحساء لم يحدث أن واجهتها من قبل - على مدى السنتين الماضيتين - وهي فترة عمله في الأحساء (السعودية)، لافتاً إلى أن الأزمة والطلب المرتفع على ناقلات المياه أديا إلى عدم قدرة سائقي الناقلات على تلبية الطلبات لأصحاب المنازل، وأضاف أنه في اليوم الثاني من الأزمة شهد تنافساً شديداً بين اثنين من الزبائن في الحصول على الماء من إحدى الناقلات حتى أنه كادت تقع بينهما مشكلة ومشادة كلامية جراء التنافس للحصول على ناقلة مياه بشتى الطرق، إلا أن سائق الناقلة حسم الموقف بإعطاء كل واحد منهما نصف الصهريج. (الجزيرة) لاحظت انعدام أبسط وسائل الوقاية من التلوث في عدد من الخزانات المائية الخارجية لبعض المنازل، وكان مواطنون في المحافظة طالبوا الجهات المسؤولة بالوقوف على مصادر المياه في تلك الناقلات والتأكد من سلامتها وصلاحية استخدامها الآدمي. من جهته أوضح مصدر في فرع وزارة المياه في المحافظة أن الوضع بدأ يعود تدريجياً إلى ما كان عليه في السابق، لافتاً إلى أنه تم احتواء الأزمة، وأضاف أن مشكلة نقص المياه في أحياء قليلة من مدينتي الهفوف والمبرز بسبب بعدهم من مواقع ضخ المياه في الشبكة العامة مما يستلزم وقتاً لذلك، وأضاف أن سكان الأحياء القريبة من مواقع الضخ في الشبكة العامة لجأت إلى جلب كميات كبيرة من المياه إلى منازلها لسد احتياجها وتأمين احتياطات في منازلها من المياه العذبة؛ مما أثر سلباً في وصول المياه إلى الأحياء البعيدة من الضخ، وطالب المصدر الجميع بالتقنين والترشيد في استخدام المياه قدر الإمكان.
زهير الغزال / الأحساء
|
|
|
| |
|