بلدية جنوب الطائف تتحجج بمخالفات في تملك الأراضي:
سمنان وسمنين تشكو حرمانها الكهرباء من 20 عاماً

* الطائف - تحقيق - فهد سالم الثبيتي:
ليس لهم مطلب سوى كسر الظلام الذي يعيشونه بالنور الذي حُرموا منه لسنين طويلة، كيف وهم يُشاهدون من يجاورهم قد تنعموا بهذا النور، وبقوا هم يرجون ويقطعون المسافات الطويلة لعلهم يحصلون على هذه النعمة.. هذا هو حال سكان منطقة (سمنان وسمينين) جنوب الطائف 25كم بما فيها من المساكن الحديثة والاستراحات إلا أن بعض أصحابها ومنذُ أكثر من 20 سنة تقريباً يُطالبون بالكهرباء، ولكن دون جدوى فقد عانوا الأمرين وهم ينشدون هذه الخدمة التي يشاهدونها لدى عدد من المساكن القريبة منهم في نفس الموقع.
(الجزيرة) وقفت على المنطقة التي تضم في محيطها أكثر من 500 مسكن بسكان يزيدون عن 5000 ومدارس وعدد من المرافق، ولعل الغريب في الأمر أن نرى منزلاً وصلته الخدمة الكهربائية فيما المنزل الذي يلتصق به محروم منها..!
ويؤكد عدد من سكان المنطقة بأن هناك بعض الاستراحات أزيلت لمخالفات منها أن قطعة الأرض التي بنيت عليها مسلوبة ثم يُعيد المعتدي بناءها مرةً ثم تُزالت، وهذه المرة يُعيد بناءها وتصل لها الخدمة الكهربائية دون أن يتم النظر للمنازل الثابتة التي تسكنها عائلات وأسر مستقرين بها يحصلون على الكهرباء عن طريق المواتير والمولدات الخاصة.
يقول (مسفر عالي الثقفي): من الغريب في الأمر بأن يُحرم مسكني من الكهرباء وجاري ينعُم بها حتى أن عددا من الاستراحات المهجورة وصلت لها الخدمة ونحن ننتظر الأمل الغائب.
وأشار الثقفي بأن عدم حصوله على الكهرباء تسبب في حرمانه من طلب البنك العقاري والحصول على القرض مؤكداً بأنه لم يترك إدارة حكومية إلا وراجعها حتى إنه أصبح معروفاً لديهم، وأنه قام بتوقيع الاستمارة التي تُمكنه من الحصول على الخدمة الكهربائية من كافة الدوائر إلا أنه اصطدم برفض البلدية وتحديداً (بلدية جنوب الطائف) التي اختلفت مع كل الدوائر المتفقة في منحي الخدمة دون أن ترفض طلب جيرانه، ومع ذلك أتوا إليهم لمنحهم الخدمة دون أن يُحملوا أنفسهم مشقة وعناء وتعبا مُشيراً إلى أن البلدية ذكرت له بأن المخطط موقوف، ولم تصدر بحقه أوامر وقال: هذا هو العجب كيف يقولون موقوف وهم يمنحون الخدمة للبعض.. هل هو موقوف علينا نحن..! ويجب أن أذكر هنا بأن اللجان منذُ 20 سنة تُباشر في الطائف من أجل هذا الأمر ولكن وللحقيقة لم تقف أبداً على المنطقة ولم تزرها على الإطلاق.
وذكر الثقفي بأن شركة الكهرباء طلبت منه تركيب الكيابل حتى يُطلقوا له التيار، وقام بعملها ولكن تقف أمامه البلدية التي ظلت تواصل الرفض دون أي حجة مؤكداً بأنه يمتلك صكا شرعيا متضمنا وقوف محامي البلدية على الموقع وتصديقه مُطالباً البحث في أمر المنطقة وإيجاد حل لهذا الانتظار الطويل وغير المُبرر طالما أن هناك عددا من الساكنين بالموقع مُنحوا الخدمة وبقيت محظورة على الباقين.
أما المواطن (محيسن حسين المالكي) فهو الآخر يُسجل معاناته مع الكهرباء مؤكداً بأنه منذُ سنة ونصف متقدم لطلب الحصول على الخدمة، ولكن دون فائدة وقال: أملك صكا نظاميا لمنزلي بالمنطقة المعنية وليس عليه خلاف، وقد قمت بتوقيع استمارة الطلب للحصول على خدمة الكهرباء من كافة الدوائر والجهات الحكومية إلا أن البلدية هي التي كانت الرافضة على الرغم من امتلاكي الرخصة والصك لحين أن ذكرت حجتها بقولها: (لماذا تبني غرفتين بداخل المنزل لا بد من تغريمك مبلغ 60000 ريال لكونها مُخالفة) وهذا أمر عجيب فبنائي للغرف داخل منزلي مُخالفة مُشيراً بأنه يتمنى معرفة المنزل من ماذا يتكون..! وهل المنزل لا يحتوي على غرف..؟.
وذكر المالكي بأنه خدم الدولة 30 سنة، ومن ثم تقاعد قبل سنة ونصف ليضع ما يملكه من مال في هذه الأرض، ويقوم ببنائها إلا أن عدم الحصول على خدمة الكهرباء هي التي منعته من السكن والبقاء على الإيجار.
وأكد عدد من سكان المنطقة (معتوق صالح السواط ومخلد طميران العتيبي وعبد الله عبيدالله الحارثي) عن أسفهم لما يحدث لهم لكونهم باقين في ظلام دامس فيما ينعم آخرون بالكهرباء، وهم سكنوا بعدهم فيما طالبوا الإنصاف في الحصول على هذه الخدمة التي باتت حُلماً من الصعب تحقيقه في ظل الأعذار والحجج الواهية التي لا تستند على قانون نظامي متمنين من المسؤولين النظر في أمرهم وإيجاد الحلول للمشكلة.