| |
أضواء أجندة صناعة الفتنة في العراق(2) جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
عدد الضحايا والجثث التي ترمى على قارعة الطرق، وفي الأنهار وخارج المدن وخصوصاً عند ضواحي بغداد، والقتل اليومي للسنّة والشيعة على حد سواء يؤكد بأن مخطط قتل العراقيين وتفجير حرب أهلية بين السنّة والشيعة لم يكن وليد اليوم، بل وكما أكدت الوثائق أن هناك (أجندة) ومخططاً وضع مع مخططات غزو العراق، وساهم في إعطاء أفكاره وتنفيذه فيما بعد شخصيات عادت للعراق مع قوات الاحتلال، وبعضها حصل على عضوية مجلس الحكم. وللتذكير وإسعافاً لأصحاب الذاكرة التي تنسى ولا تحتفظ بالوقائع التي تشكل مفاصل في التاريخ، نذكِّر بأن الأيام الأولى لغزو العراق، تُركت حدود العراق مفتوحة وحتى بعد استكمال الاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق وسيطرتهما على المدن الحدودية تُركت الحدود، بل وقدمت التسهيلات لدخول عناصر مسلحة من إيران ودون وثائق سفر بحجة وجودهم في إيران كلاجئين، وبعض هؤلاء قدموا في الأيام الأولى للغزو وساهموا في عمليات النهب والقتل التي شهدتها مدن بغداد والبصرة والموصل.. وهؤلاء كوَّنوا فيما بعد (مليشيات بدر) التي أصبحت التنظيم العسكري لحزب عبدالعزيز الحكيم، وقامت في الأيام الأولى للاحتلال بقتل مئات الضباط العراقيين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية وأساتذة الجامعات.. وقد استرعى انتباه متابعي الملف العراقي وجود ضباط إيرانيين من فيلق القدس، وهو فيلق يقوده ويشرف عليه ضباط المخابرات الإيرانيون جنباً إلى جنب مع ضباط غربيين مختصين في تنظيم فرق الاغتيال يعملون في هذه المليشيات. أما التذكير الآخر الذي يجب أن نذكِّر به فهو قدوم (قوات تحرير العراق) في اليوم الثالث من بدء الاحتلال، حيث وصل ألف عنصر من الذين تم تدريبهم في بولندا والمجر وأمريكا تحت إشراف المخابرات الأمريكية وتحت قيادة أحمد الجلبي الذي قدم به أول الأمر إلى مدينة الناصرية، إذ شوهد وهو يرتدي القبعة التكساسية ويلبس قميصاً أسود، وعلى صدره كتبت عبارة (قوات تحرير العراق)، ومن هناك من محافظة ذي قار، لأن الجلبي تعود أصوله إلى قضاء الشطرة إحدى أقضية محافظة ذي قار ومركزها الناصرية، وبهؤلاء الألف المتدربين على القتل والاقتحام والذين انضم إليهم عشرات المنتفعين والانتهازيين قام (جيش الجلبي) باقتحام البنوك العراقية واستولى على ملايين الدولارات ومكاتب المخابرات ووزارة الداخلية ليستولي على مئات الأطنان من الوثائق والمعلومات التي ابتزّ بها العديد من الشخصيات العراقية، وحاول ابتزاز بعض الدول العربية، وقد سرب بعضها لإيران لإقامة جسور معها حتى يوازن بين عمالته وخدمته لأمريكا، وبين (أجندة) الأحزاب الشيعية التي تتعامل مع إيران ليصبح ركناً مهماً فيما كان يسمى بالبيت الشيعي. في موازاة ذلك ظهر تنظيم شيعي مسلح آخر نذكر أولى بداياته يوم اغتيل ابن الخوئي في مرقد الإمام الحسين، يومها قيل بأن الخلاف كان على السيطرة على أموال (الخمس) أو صراع بين المخابرات البريطانية التي كانت تدعم ابن الخوئي.. وبين المخابرات الإيرانية التي كانت تدعم القوة الشيعية العسكرية الجديدة.. التي كانت بداية ظهور وبروز التيار الصدري، الذي أوجد له هو الآخر ذراعاً عسكرياً سماه (جيش المهدي). كيف اخترقت التنظيمات العسكرية السنية..؟!! غداً نواصل.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|