| |
تعليم 21 التربية بين (مستقبل) الشباب و(تاريخه) د. عبدالعزيز بن سعود العمر
|
|
كنت أشارك ضمن لجنة تنظر في إمكانية منح طالب جامعي فرصة مواصلة دراسته بعد أن استحق الفصل نظاماً لتردي معدله الدراسي، أوصت أغلبية تلك اللجنة بعدم إعطاء الطالب فرصة استكمال دراسته الجامعية التي أنجز جزءا كبيرا منها لم يشفع لهذا الطالب على الإطلاق التحسن الأكاديمي الواضح والكبير الذي حققه في الفصلين الدراسيين اللذين سبقا فصله من كليته، لكن ضعف نتائجه (السابقة) كان أكبر من أن تمسحه إنجازاته الرائعة (الجديدة) في الوقت المتاح له. لقد أظهرت مقابلة هذا الطالب والتعرف عن قرب على شخصيته وظروفه أن إرادة جديدة ورؤية إيجابية جديدة قد تخلقت بداخل هذا الطالب، لكن قرار اللجنة بفصل الطالب كان كافياً لوأد إرادته الجديدة وإيقاف التحسن الواضح في إنجازاته التعليمية. أريد أن أخلص من هذه الحادثة إلى عرض موقف تربوي تقول إحدى أهم فرضياته إننا كتربويين وصانعي قرار يجب أن ننظر إلى سلوكيات وإنجازات شبابنا وطلابنا بعينين وليس بعين واحدة. إنه من الخلل البين أن نقرر مستقبل شاب بالتركيز فقط على قصوره السابق ونتجاهل كل المؤشرات الدامغة الدالة على أن تحولات نوعية إيجابية ومشجعة بدأت تظهر في حياة هذا الشاب، ما الذي يدعونا دائماً إلى الافتراض بأن مستقبل أي شاب سيكون امتداداً لماضيه وأنا هنا أتحدث عن تربية وتعليم وليس عن قضايا جنائية.
|
|
|
| |
|