| |
أنا.. وبهاقي.. والحل
|
|
*إعداد الأخصائية - ريم حسن العصيمي: من طبيعة الإنسان رفض أي شيء شاذ أو غير طبيعي في حياته بكل جوانبها، ولكن أحياناً يكون القدر هو الحائل الوحيد الذي يفرض وجود هذا الشيء الشاذ أو غير الطبيعي. فكيف يكون ذلك بالنسبة للجانب الصحي؟.. الصحة تاج الحياة، ولكن هل من الطبيعي التوقف عند هذا الشيء الذي يكون قاسياً أو مؤلماً نفسياً في أغلب الأحيان؟!! هل تتوقف بنا الحياة؟!.. قال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (157). فحالة الهلع والخوف التي تصيب الإنسان عندما يعلم أنه مصاب بالبهاق أو أي شخص قريب له تؤدي به إلى تهويل وتعظيم الأمر وبالتالي يكون سبباً في نشأة توتر عام ومستمر يصحبه أعراض نفسية وجسمية متعددة له أو لغيره. فمعظم حالات المرضى المصابين بالبهاق تظهر لديهم بعض الاضطرابات التي يطول شرحها، سنتطرق إلى جزء منها: - الأعراض الجسمية منها الارتباك وتصبب العرق والتأتأة في الحديث والارتعاش والخمول الجسدي لدى البعض منهم والحزن واليأس وكثرة التنهد والبكاء (أحياناً من قبل المريض أو من يرافقه). - العصبية وهي من أبرز الانفعالات الظاهرة على معظم مرضى البهاق، فيعاني المريض من التوتر وعدم الاستقرار والحساسية الزائدة والإحساس بالنبذ وسهولة الاستثارة؛ ما يعيق الانفتاح الاجتماعي لديه وبالتالي يؤدي إلى العزلة والانطواء ومن ثم يتكون لديه رهاب اجتماعي يمنعه من مواجهة الآخرين. - اضطراب النوم وكثرة الأحلام والكوابيس والإجهاد العقلي (بالتفكير بالمرض وتقليب الحلول). فمريض البهاق يحتاج إلى الدعم النفسي الديني أولاً وقبل كل شيء. فتذكير الإنسان بدوره في هذه الدنيا الزائلة والإيمان بالقضاء والقدر إيماناً يقيناً لقوله عز وجل {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا}. ولا يخلو العلاج من جلسات العلاج النفسي التي تعتمد على العلاج المعرفي السلوكي كتعديل الأفكار السلبية تجاه المرض والمجتمع، وتأكيد مفهوم الذات والاسترخاء.. إلخ. ويجب ألا نغفل توجيه الوالدين لأفراد الأسرة بألا تهول من أمر البهاق وتجعل منه عائقاً للاستمرار في الحياة، وألا تعمل على ربط الجوانب العاطفية بالمرض فقط. فالإنسان في هذه الدنيا مبتلى، فليلجأ العبد لربه ويكثر من الدعاء والاستغفار، فهي من أهم الوسائل العلاجية الناجحة في تخفيف ودفع البلاء. (وأسأل الله العظيم أن يشفي جميع مرضى المسلمين).
|
|
|
| |
|