الطبيب السعودي بين الألم والأمل!!

حول ما يطرح في الجزيرة من مواضيع تهم القطاع الصحي لدينا أقول: لا أدري كيف أبدأ في هذا الموضوع الوطني القح.. هل أكفكف دموع الأطباء السعوديين؟!.. أم أربت على كتف تظلمهم وتأوهاتهم؟!
حقيقة ما يؤسف له أن من يهاجم ويحارب عمل الأطباء السعوديين هو من كان بين ظهرانيهم سواء كان طبيباً أو صيدلانياً!! كما قال المثل الشعبي (ثارت في خباها)!
الأطباء السعوديون يتأوهون من جور نظام الوزارة الغريب.. والذي يمنع عمل الطبيب السعودي خارج عيادته حتى ولو خارج الدوام!!
أوّاه يا وطنية.. ألهذا الحد يصل النظام الصحي لمرحلة فقد الثقة؟!! والتكور على الذات.. أواه يا نظام.. يتحدث أحد الأطباء السعوديين عفواً ليس الأحد.. بل العشرات بل المئات صدقوني في ذكر هذه الأرقام إنها حقيقية.. يتظلمون من هذه الإجراءات التعسفية.. والتي سنتها الوزارة.. الطبيب السعودي الذي يعمل في الحكومية.. وجب أن لا يعمل في العيادات الخاصة حتى ولو أنه خارج الدوام والعمل الحكومي!!
آه.. معكم أيها الأطباء.. من هذا القرار!!
يقولون إنهم (مشرفي الوزارة) يداهمون العيادات الخاصة بحثاً عن (الطبيب السعودي) نعم (يداهمون) كما لو كانوا رجالات الجوازات في البحث عن المتخلفين ومخالفي الأنظمة والمجرمين!!
يقسم أحد الأطباء إننا كما عمال الشوارع نهرب ونختفي بين أروقة المراكز الخاصة التي نعمل بها مساءً.. أمام مرأى إخواننا الأطباء العرب وغيرهم من الجنسيات الأخرى.. إنه موقف مزري ومؤسف جداً أن يحرم الطبيب السعودي من العمل مساء في المراكز الخاصة.. حيث الوطن بحاجة ماسة لهم ولثقة المواطن بهم.. إن من سنّ هذا النظام إن كان لمصلحة اعتبارية قطعاً.. سوف يندم غداً عندما يعاتبه وطنه من خلال جرح مشاعر الوطنية.. من المؤسف جداً أن تصطف أبواق نشاز تهاجم الطبيب السعودي حفاظاً على خصوصياتها وذاتيتها!!
مؤسف جداً أن لا يرفع صوت الأطباء السعوديين إلى مجلس الشورى للنظر في حالهم التي لا تسر كل (مواطن)..
حتمية السماح للطبيب السعودي بالعمل مساء خارج نطاق العمل الصباحي.. واجبة.. ومدعاة إلى رد اعتبار الطبيب السعودي الذي كافح سنين وسنين عبر دراسته ليصل إلى هذا المجال الميداني الذي يخدم فيه وطنه ومواطنه.. وليس غايته (كرسي دوار) وإصدار أوامر على هذا وذاك لمجرد المصلحة الذاتية الخاصة وللأسف.. إنهم ليسوا (عقارب أو ثعابين) لنأخذ منهم (الأمصال) ونرميهم في وجه العاصفة!!
تحدث طبيب آخر وبحزن يقول: (يعني لو اشتغلنا في سوق الخضار أو السباكة أو ميكانيكا السيارات ونحن أطباء وذلك مساء فلن تجد من يتعقبك باسم النظام حتى ولو كنت في الأسهم.ولكن أن تكون طبيباً سعودياً يجب أن يقيدك النظام المترهل ويكبلك من أجل الآخرين وللأسف!! هذا ما هو حاصل الآن.. وألف آه!!
معالي وزير الصحة الغالي.. كنت في يوم من الأيام مع هؤلاء الأطباء وستكون في يوم آخر معهم بعد أن تترجل من كرسي الوزارة.. ستعود إلى العيادة.. هلاّ فكرت أن تصدر نظاما يحمي هذا الطبيب السعودي المكبل؟!!
ليس بعيدا منك ذلك لأننا نعرف وطنيتك واتساع إدراكك لعملك وقدرتك على فك طلاسم اللوغاريتمات الرياضية والطبية!! هلا فعلت معالي الوزير؟!!
إننا ما لبثنا (نتباشر) بقدوم هؤلاء الشبيبة من الأطباء السعوديين الذين وثقنا بهم ثقة وطنية وقدرة طبية ماهرة ولله الحمد.. لكن أن تداهمنا نحن وهم تلكم القرارات العجفاء!! فهذا أمر مؤسف.. ومؤسف جداً!!
معالي الوزير (وزير الصحة) الباهي.. هلاّ.. فكرت جدياً في حل هذه المعضلة التي أرّقت المئات من الأطباء السعوديين الذين تحت وصاية وزارتكم برواتبها الضئيلة وللأسف.. فلو كان هناك نقابة للأطباء لعملوا (شراكة) لإقامة ثمة مراكز طبية خاصة وتركوا الوزارة .
هل نصل عند نقطة الصفر.. آمل أن لا يأتي هذا اليوم الذي يتبرم فيه الطبيب السعودي من وزارته لا من خلال راتبها ولا أنظمتها!!
أنت لها يا معالي الوزير.. فاستصدارك لنظام يحمي الطبيب السعودي ويدعمه إلى تقديم الأفضل واجب على الجميع.. والله المستعان..