| |
أضواء أجندة صناعة الفتنة في العراق جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
(1) مع أن الوقت لم يحن بعد لكشف ما حصل من التمهيد والإعداد لغزو العراق واحتلاله من قبل أمريكا ثم تقسيمه وفق الأجندة المعدة للعديد من الدول العربية والإسلامية المؤثرة، إلا أن الحقيقة لا يمكن أن تظل (حبيسة الصدور) طويلاً، فقد تكشفت المواقف والأعمال التي قام بها عدد من الذين تربوا في أجهزة المخابرات المعادية للعرب والذين اصطادتهم أجهزة المخابرات وفق مواصفات خاصة، منها أصولهم العرقية وانتماءاتهم الطائفية والقومية ونشأتهم التي تربوا فيها بعيداً عن العراق، مما جعلهم مهيئين ومستعدين تماماً للتآمر ضده لشعورهم بالغربة عنه وعدم الارتباط به. فالانتماء وطني لهم لا ديني ولا مذهبي ولا حتى أخلاقي. هذه الشرذمة من الحاقدين على العراق وأهل العراق لا يفرقون بين أهل السنة والشيعة، فكل الذي يهمهم تسوية أحقادهم على أركان النظام العراقي السابق الذي أبعد آباءهم، فوجدوا في القوى الأجنبية المعادية للعرب ضالتهم لتصفية حساباتهم والتي تجاوزت النظام السابق للأرض والوطن والشعب في العراق، فنال الجميع من شرورهم ما يعجز العراق وأي بلد آخر من تحمله. هذه الشرذمة لم تقصر تعاملها وعمالتها وخدماتها على الأمريكيين فقط بل عملت وقدمت خدمات لكل من يسعى للانتقام من العراق والعراقيين. أولى الوثائق التي فضحت هذه الشرذمة التي كشفتها مصادر حزبية عراقية عن وقوف شخصيات (سياسية) وراء نشاط ما يسمى بفرق الموت المتورطة في اغتيال مواطنين من الشيعة والسنة على حد سواء. الوثائق التي كشفت طبيعة وتاريخ تكوين فرق الموت نشرت صحيفة (الوطن) بعضاً منها، وأن فرق الموت هذه التي تسمى رسمياً بالقوات الخاصة العراقية، تضم عناصر من المؤتمر الوطني العراقي وبالتحديد من قوات (تحرير العراق) التي تلقت تدريبات في بولندا والمجر والولايات المتحدة الأمريكية ويبلغ تعدادها ألف شخص انضم إليها مليشيات حزبية دخلت إلى العراق من إيران أثناء الغزو الأمريكي وبعد احتلاله . كيف تكونت القوات الخاصة العميلة وكيف نشأت المليشيات الطائفية؟ وكيف أوجدت فرق التكفيريين؟ واختراقهم للجماعات الإسلامية ستكون مدار ما ستتناوله (أضواء) خلال هذا الأسبوع.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|