| |
في مشهد يبرز عظمة الإسلام وتميُّز شباب الوطن ستون متطوعاً يشرفون على تفطير وتوعية مئات العمال في الصناعية
|
|
* الرياض - الجزيرة: مشهد لافت للنظر ذاك الذي يحدث في قلب الصناعية القديمة سنوياً في شهر رمضان في الدقائق القليلة التي تسبق أذان المغرب وما يتبع ذلك من إفطار وصلاة وفعاليات، أكثر من خمسين متطوعاً سعودياً بثيابهم و(شمغهم) يشرفون على تفطير أكثر من ألف عامل عربي وشرق آسيوي وسعودي يعملون ويقطنون في المنطقة، يقوم الشباب السعودي بهذا العمل دون أي مقابل مادي باحثين عن أجرهم عند الله عز وجل بخدمتهم لإخوتهم المسلمين الذين أتوا لهذا البلد المعطاء من شتى بقاع الأرض، حيث يقدم هؤلاء الشباب صورة رائعة لمجتمع مدني راقٍ يعمل وفق مبادئ سامية وهادفة. من موقف إلى مخيم دعوي يتبع مخيم التفطير الدعوي للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في الصناعية القديمة والتابع بدوره لوزارة الشؤون الإسلامية، ويدير المكتب التعاوني الدكتور طلال الرزقي، الذي كان أول من بادر بفكرة المخيم مستغلاً وجود الموقع الذي كان موقفاً لسيارات السحب والتحميل وبعد ذلك تحول إلى مخيم دعوي متكامل منذ عام 1419هـ. ويؤكد المشرف العام على المخيم عبد الرحمن الغريري أن المخيم هدفه الأول هو الدعوة إلى الإسلام، حيث تستعين لجنة الدعوة فيه بعدد من الدعاة يقترب من العشرين داعية بلغات مختلفة منها الأوردو والبشتو والفلبيني والإندونيسي وغيرها، ويبدأ الدعاة عملهم في تمام الساعة الخامسة بتدريس القرآن بخمس لغات تقريباً، ويشرف الدعاة على قراءة الإخوة الحضور، وبعد الإفطار درس مدة عشرين دقيقة حسب جدول يومي للكلمات ومواضيعها وفي نهاية الدرس هناك حوافز تشجيعية رمزية لتشجيعهم على الحضور والاستماع. تنظيم ودقة يبدأ العمل في المخيم الساعة الرابعة عصراً حيث يتم وضع كميات كبيرة من التمر والماء واللبن والعصير والسمبوسة والحلا على طاولتين متجاورتين ويصطف الضيوف في صفين ويتم توزيع أكياس بلاستيكية عليهم فيما يتم فرش المكان كل هذا بمتابعة دقيقة من نائب المشرف العام أحمد عطية.. وخلال عشر دقائق فقط قبل الإفطار يتم استقبال هذا العدد الهائل وإمدادهم بالطعام ويجلسون يستمعون لكلمات ودروس قصيرة، وبعد أداء الصلاة تستمر الدروس وفي هذه الأثناء يتم إعداد طعام العشاء وتوزيعه في وقت لا يتجاوز العشر دقائق أيضاً من خلال خطوط توزيع تتكون من عمال المطعم والمتطوعين من الشباب، بعد تناول طعام العشاء يتم السحب على جوائز تبدأ من الدراجة الهوائية وتنتهي برحلة عمرة مجانية إلى رحلة حج مجانية. أما لجنة العمرة برئاسة عبد الخالق القرني فهي تسيّر عبر المخيم أربعاً وخمسين رحلة تقريباً يستفيد منها ألفان وأربعمئة شخص بدون المشرفين والدعاة، في العشرين يوماً الأولى من شهر رمضان هناك رحلتان أسبوعياً.. واحدة يوم الأحد عبارة عن ثلاث حافلات والأخرى يوم الأربعاء أربع حافلات تتسع الواحدة منها لتسعة وأربعين راكباً بما فيهم المشرفون والدعاة أما العشر الأواخر فنخصص رحلة يوماً بعد يوم.. كل رحلة ثلاث حافلات. وعن المقابل المادي ذكروا لنا أن الرحلات خيرية فالمكتب يتحمل سبعين بالمئة من التكلفة ويقوم المعتمر بدفع الباقي بما لا يتجاوز ثلاثين ريالاً في أول الشهر وخمسين في العشر الأواخر، وكل ذلك عن طريق عقد اتفاق مع أحد مكاتب حملات الحج والعمرة المتعاونة. محتاجون للدعم وعن مصدر الأموال التي تصرف على هذه النشاطات قال المشرف العام: إما أن تأتي عن طريق توجيه دعوات لبعض المحسنين يأتي ويقف على عملنا ويساهم، أو من التبرعات العامة التي تأتي للمكتب. وأشار الغريري إلى أن المخيم تواجهه بعض الصعوبات هذا العام على عكس الأعوام الماضية وقال: في هذه السنة افتقدنا إلى الكثير من الدعم الذي كان يأتينا على شكل أطعمة ومشروبات، وقد تم رفض طلباتنا التي وجهناها إلى عدد من الشركات الغذائية مما اضطرنا إلى شراء ما نحتاجه من تمور وألبان وعصيرات وفطائر وفاكهة من حساب المكتب الخاص أو مما يتيسر من تبرعات بعض المحسنين. حكاية (سيكل) ! بعد تناول طعام العشاء وبدء توزيع الجوائز حسب أرقام الدخول، فاز عامل من بنجلاديش بدراجة هوائية وانفض العمال.. إلا أن الفائز وقف وقد اجتمع عنده عدد من الأشخاص من جنسيات مختلفة، وحين اقترابنا لاستيضاح الأمر كانت المفاجأة أن الفائز باع الدراجة لمقيم عربي عرض عليه مئة ريال مقابلاً لها، وحين سألنا البنجلاديشي عن قيمتها الحقيقية قال إنه يعرف أن قيمتها تصل إلى مئة وخمسين ريالاً، لكنه مقتنع بهذه البيعة، ورفع يده إلى السماء شاكراً الله على هذا الرزق. الموقف لم ينته بهذا الشكل إذ ما إن ابتعد المقيم العربي بالدراجة حتى استوقفه أحد المتطوعين في المخيم وهو من اليمن الشقيق وعرض عليه أن يبيعه الدراجة مقابل مئة وثلاثين ريالاً، وفعلاً وافق صاحبها وتمت البيعة، ليعلن من اشتراها المفاجأة بأنه اشتراها ليتبرع بها للمخيم، وهكذا عادت الدراجة مرة أخرى جائزة بانتظار فائز آخر في يوم آخر.
|
|
|
| |
|