| |
الفتى الذكي
|
|
من البرنامج التجريبي لإبداعات حكاية شعبية من تركمانيا جاءت قافلة تجار قادمة من إحدى البلاد وكان معهم كثير من الخدم.. وفي طريقهم صادفوا نهراً كبيراً واسعاً من الأنهار التي كان عليهم أن يعبروها. ركب الجميع المركب وفجأة هبت عاصفة شديدة جعلت المركب على صخرة وتتحطم. غرق الناس جميعاً، ولكن نجا واحد فقط من صغار الخدم، ظل يتخبط في الماء مدة طويلة حتى إن الأمواج حملته إلى الشاطئ ونهض المسكين ومشى بعيداً. وعلى امتداد البصر ظهرت مدينة وسار إليها الفتى، وعندما اقترب من البوابة.. وجد أناساً كثيرين يجرون نحوه وأمسكوه وأخذوه إلى المدينة. وقال في نفسه وهو خائف: ماذا يريدون أن يصنعوا بي؟ أخذه الناس وأجلسوه على عرش الحاكم. - ماذا يعني ذلك؟ كيف يمكن فهمه..؟ ظل الفتى يسأل الناس المجتمعين حوله. أجاب رجل عجوز ذو لحية بيضاء: إن هذا يحدث عادة عندنا وذلك عندما تنتهي مدة ولاية الحاكم، وهي مدة سنة، فنحن نأخذه إلى الجبل الذي يمتلئ بالحيات والعقارب. ونتركه في الجبل قربة لها، ونضع مكانه أول شخص يقابلنا عند بوابة المدينة.. وفي هذه المرة تصاف وجودك، ولهذا فقد جعلناك الحاكم علينا. قال الفتى: عرفت ذلك.. إذن سأكون أنا الحاكم وسأل في هدوء: هل سيمكنني تنفيذ كل ما أريده؟ أجابوه: طبعاً.. لمدة سنة.. سيكون كل ما تطلبه مجاباً. وبدأ فترة حكمه بالقيام بحملة نحو الجبال لتخليصها من الحيات والعقارب، فأرسل قوة كبيرة من الجنود قضت على العقارب والحيات جميعاً، بل إنها قضت أيضاً على الحيوانات المفترسة. وأمر بإعداد الحدائق في هذا المكان وزرع الأشجار، وبناء مدينة جميلة، وعندما انتهت مدة حكمه كان موطن العقارب والحيات قد تحول إلى حديقة غناء لا أثر فيها للحيات أو العقارب. نظر الشعب إلى الأعمال التي قام بها وأنجزها، فاختاروه حاكماً مرة أخرى وأخرى وعاش بينهم سنين طويلة وصنع لهم أشياء كثيرة كلها خير.
|
|
|
| |
|