الصحف الأردنية تنتقد بشدة موقف قطر

* عمان - الجزيرة - خاص:
انتقدت الصحافة الأردنية أمس الأول الأربعاء موقف قطر من عدم تأييدها لمرشح الأردن لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وقال السيد عبدالله أبو رمان في مقال نشره على الصفحة الأولى في جريدة الرأي بعنوان - الصبر الأردني وقد.. بلغ حده- هذا نصه
بقلم عبدالله ابو رمان
برغم كل الحرص الذي أبداه الأردن على استمرار علاقاته مع (مشيخة قطر) بإطارها الأخوي العروبي.. فإن ما لاقاه الأردن من السياسة الخارجية القطرية، وبوقها الاعلامي الاتهامي كان أكبر بكثير من أن يطاق.. أكبر، إلى الدرجة التي صار معها المواطن الأردني البسيط، يتساءل بعفوية، عن سبب الصمت الأردني إزاء التجاوزات القطرية، لا بل: الاعتداءات القطرية، اليومية والمتصلة، التي تطال الأردنيين ومشاعرهم، ولا تقف عند حد.. أي حد!.. المسافة التي تفصل (الحلم) كخلق عربي سيد، وكخصلة رئيسة من خصل الإيمان، وبين العجز والضعف، مسافة شاسعة، لا يعرفها إلا الكرام، ولا تبصرها إلا عيون الكبار.. أما اللئام صغار النفوس فيخالون الحلم ضعفا، والصبر الجميل خوفا، ولا يميزون بين ابتسامات الرضا وابتسامة المكلوم، الكاظم الغيظ. الصبر الأردني على (قطر الجزيرة) و(قطر الخارجية) و(قطر الدسائس) كان جميلا وكبيرا.. ولكنه أوشك في الفترة الأخيرة أن يصبح مذموما، وكاد يفقد معناه ودلالته، وأخذ يتحول إلى ما يشبه العبء السياسي والشعبي لأنه باختصار كان حلما في غير محله، وكان كرما مع من لا يقدر قيمته ولايفقه مغازيه، لقد تحمل الأردن خلال السنوات الماضية من أداء السياسة الرسمية القطرية وبوقها الإعلامي ما لا تتحمله الجبال الرواسي. وكان المسؤولون الأردنيون يبررون الصمت الرسمي الأردني إزاء مسلسل التجاوزات القطرية على مشاعر الأردنيين بأنه حرص على أخوية العلاقة، وإصرار على تجاوز السقطات والمناكفات.. أما أن تصل الامور حد التآمر العلني المكشوف على الأردن والمساس الصريح والمباشر برموز البلد وثوابته ومصلحة الأمة بوجود شخصية عربية مسلمة، على رأس الامم المتحدة، في هذه اللحظة الحرجة من عمر الأمة بالذات؛ فهذا ما لا يجوز السكوت عليه أو تجاوزه مهما كانت المبررات أو العناوين، لقد آن الأوان الذي تدرك فيه الحكومة القطرية أن صبر الأردن لن يكون إلى ما لا نهاية، وأن هذا البلد الذي صمد أمام أخطر المؤامرات وتجاوز أحلك الظروف والصعاب وهزم كل أعدائه قادر اليوم أن يرد الصاع ألف صاع، وقادر أن يعيد التوازن إلى عقول من أفقدتهم أوهام الدور وأحلام الدونكيشوت صوابهم.. وهو أيضا، الأقدرعلى أن يعالج وبطريقة (الصدمة) أولئك المصابين بجنون العظمة، ما دام أن كل الرسائل والإشارات السابقة لم تكف ولم تردع المهووسين وفاقدي البصيرة. على الخارجية القطرية- بالذات-، أن تدرك اليوم، أنها دخلت في تحرشاتها بالأردن، مرحلة (اللعب بالنار) لأنه: لعب مع الكبار.
وعلى القائمين على صنع السياسة الإعلامية القطرية، أن يفهموا ان ليس لدى الأردن ملفات سرية أو (سوداء) يخاف عليها أو منها، في حين اننا نعرف كل الملفات، ونملك كل الوثائق والمعلومات التي تكفي لأن تقلب السحر على الساحر.. وإن إعلامنا الاردني الذي هزم فيما مضى، حنجرة أحمد سعيد الملتهبة، وكل بلاغة هيكل، متأهب اليوم ومستعد لفتح جبهة حقيقية، مع كل من تسول له نفسه، منذ هذه اللحظة، أن يمس بمشاعر الأردنيين، أو أن يتطاول على ثوابت هذا البلد ورموزه وتاريخه الذي سطرناه بدماء الشهداء وعرق الجباه.
اليوم ندخل مرحلة جديدة، في العلاقة مع كل من يتجرأ على الأردن، وهي مرحلة سيكتشف فيها الصغار حجمهم الحقيقي، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.