| |
هذرلوجيا الألضوش سليمان الفليح
|
|
في عالمنا العربي يوجد تحت كل مدير أو رئيس أو مسؤول (ألضوش) صغير أو مجموعة من (الألاضيش) الصغار والكبار والمختلفي الأحجام الذين يمثلون (اكسسوارته) الخاصة لزوم (الكشخة) و(الفشخرة) على عباد الله الآخرين. و(الألضوش) حسب تعبير عمنا الكاتب الساخر محمود السعدني - عافاه الله وشافاه - هو حامل المباخر وماسح الأعتاب و(الهتِّيف) بمناسبة وحتى بدون مناسبة. وهو الذي (يكشّ) الذباب عن وجه معزبه أو (معذبه) لا فرق حتى لو كان في برد الشتاء حيث لا ذباب ولا ما يحزنون. فإذا ما عطس الرئيس قفز من خلف الناس وقال بصوت عال: يرحمك الله وإذا تنحنح الرئيس قفز كالمسلوع وقدم له كأس الماء حتى ولو كان في شهر الصوم!! وإذا ما سعل المدير (صفق) قبل الكلام وهو يشبه إلى حد ما دور الممثل عبد الله السدحان في حلقة (إرهاب أكاديمي) الذي يتمثل في رجل آسيوي تطوع مع الإرهابيين ليأكل (الكبسة) الذي كان يهتف كلما ذكر زعيم الإرهابيين في الحلقة جملة ما: وكان يقفز ويهتف هكذا (عسكر كافر. عسكر كافر) أو (دمّر دمّر. فجر فجرّ) إلى أن فجر نفسه بالتالي من شدة الحماس المزيف، وهو يرتدي (جائزته المميزة) الحزام الناسف وهو لا يدري أصلاً ماذا تعني كلمات الزعيم، بل المهم عنده أن يهتف فقط ويرضي الزعيم. والألضوش قد يكبر بالتدريج كالقراد الذي يتحول إلى (حلمه) في مؤخرة البعير. ليحمي بالتالي مؤخرة البعير بالوشاية والنميمة ونقل الكلام ويحفر له موقعاً راسخاً في المؤسسة التي يعمل بها، وقد يكون أهم من المديرين المنتجين أو رؤساء الأقسام المخلصين حتى لو لم يكن له منصب ثابت، فيُقصي هذا ويدُنى هذا و(يخرب بيت ذاك) إن أراد. هذا النموذج (الطفيلي) الذي لا ينمو إلا في الأماكن المعتمة إذ يكمن دوره الحقيقي هناك قد يصبح حاجزاً طارداً للكفاءات العملية والوطنية ويضيف على نفسه هالة كبرى من المرجعية الإدارية والمعرفية وهو لا يتقن أصلاً إلا ترتيب المواعيد وتهيئة الأجواء و(تزبيط) السفرات!! والخطر يكمن في هذه النماذج (الألضوشية) لأنها عادة ما تكون من خارج (البيئة والمحيط) لذلك تبني لنفسها شبكة عنكبوتية دفاعية من جنسها حول المدير أو المسؤول (لتطفيش) المخلصين وإحلال الأقرباء محل الأكفاء، وهؤلاء برأيي هم عائق لا يُرى بالعين المجردة.
|
|
|
| |
|