| |
أضواء علاوة الإصدار الجائرة جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
بالجملة بدأت وزارة التجارة وهيئة سوق المال في طرح عدد من الشركات للاكتتاب، حيث أعلن عن مواعيد اكتتاب شركة فواز الحكير، ثم أعلنت هيئة سوق المال جدولة اكتتاب شركات أخرى، وتشمل قائمة الشركات المطروحة أسهمها للاكتتاب البابطين للطاقة والاتصالات، وتبلغ الأسهم المطروحة 8.1 ملايين سهم، وشركة العبد اللطيف للاستثمار الصناعي، وتبلغ أسهمها 19.5 مليون سهم، وتمثل أسهم الشركتين 30 في المائة من رأسمالهما، كما ستطرح شركة البولي بروبلين المتقدمة 66.375 مليون سهم تمثل 46.95 في المائة من رأسمالها. إن طرح هذا العدد من الأسهم في فترات متقاربة مع بدء تداول أسهم (إعمار مدينة الملك عبد الله الاقتصادية) لا بد أن يؤثر سلباً في السوق، وفعلاً بدأت أول مؤشرات ذلك بتجاوز خط 11 ألفاً نزولاً، حيث نزل المؤشر إلى مستوى تحت 11 ألف نقطة، وهو ما لم يحصل منذ أن بدأ السوق يتعافى، وكان الأجدر أن يترك بين طرح اكتتاب أسهم شركة وأخرى فترة معقولة، وألا تطرح جميعاً في فترات متقاربة، كما أن المواطنين يشتكون من المبالغة في فرض علاوات إصدار على أسهم الشركات المطروحة للاكتتاب بأسعار لا تتناسب مع القيمة الحقيقية لتلك الأسهم؛ فإحدى الشركات ستحصل مقابل 30 في المائة من الأسهم التي تطرحها للاكتتاب على قرابة خمسة مليارات ريال، في حين أن كل موجودات الشركة التي تتعامل في قطاع البيع بالتجزئة لا تساوي ما سيجمع من طرح اكتتاب الـ 30 في المائة من أسهمها..!! أسلوب التربح هذا على حساب المواطنين بفرض علاوات إصدار على أسهم الشركات المطروحة للاكتتاب لجأت إليه العديد من الشركات المغلقة، وسوف تلجأ إليه شركات أخرى، ووزارة التجارة وهيئة سوق المال تتحملان معاً مسؤولية إنقاذ المواطنين من جشع أصحاب الشركات هذه، بالتدخل ووضع علاوة إصدار مناسبة؛ إذا كانت تلك الشركات تستحق مثل هذه العلاوة، أو تمنع ذلك بعدم منح ترخيص طرح أسهم تلك الشركة للاكتتاب.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|