350 سفيرا ودبلوماسيا في حفل إفطار الندوة العالمية
د.الوهيبي: الندوة دخلت شريكاً في مبادرات دولية لتعزيز الحوار بين الشعوب

* الرياض - وهيب الوهيبي:
أولمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي مأدبة إفطار لـ(350) شخصية من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي ورجال الأعمال ونخبة من الدعاة والمشايخ في حفل أقيم مساء أمس بقاعة المقصورة للاحتفالات بالرياض حضره السفير البريطاني لدى المملكة شيرارد كوبر الذي بارك للندوة هذه الخطوة واجتماعهم سنوياً في شهر رمضان المبارك.
وقال ل(الجزيرة): إن هذه اللقاءات السنوية تجسد العلاقات الوطيدة بين شعوب العالم وتسهم في متانة الصداقة ومد جسور الاحترام والإخاء.
وكان الحفل قد بدئ بالقرآن الكريم ثم ألقى السفير الإسباني كلمة شكر فيها الندوة العالمية على هذه المبادرة السنوية في اجتماع السفراء والدبلوماسيين. عقب ذلك ألقى مصطفى بن المليح الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة في المملكة كلمة أكد فيها: نجتمع اليوم بدعوة كريمة من مسؤولي الندوة العالمية للشباب الإسلامي لتقاسم التمر والحليب وتذوق أطباق شهية من هذا البلد المكرام ومن ربوع هذه المنطقة في جو من الإخاء والتسامح والاحترام.
أرى داخل هذه القاعة الجميلة لفيفاً من شخصيات وأشخاص عاديين، ورجال أعمال ودبلوماسيين وزملاء مسؤولين عن منظمات الأمم المتحدة في الرياض، حضور من شتى الجنسيات والأديان.
إن هذا يجسد روح الديانات الإلهية الذي يحث على التفاهم والاخاء والاحترام، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
ففي وقت تتعالى فيه الأصوات الداعية إلى صراع الحضارات، يبقى هناك أمل متمثل في مناسبات مثل هذه بالدعوة إلى التفاهم عن طريق التواصل والتبادل والحوار.
ثم ألقى الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي كلمة قال فيها:
يسرني باسم جميع منسوبي الندوة العالمية للشباب الإسلامي من موظفين ومتطوعين أن أشكر لكم تلبيتكم للدعوة ومشاركتكم لنا في هذا الإفطار الذي أضحى تقليداً سنوياً تجدد فيه الندوة علائقها مع أصدقائها من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي ورجال الأعمال وأهل الخير الذين يساندون رسالة الندوة الخيرة. وكم نحن سعداء بمجيء كل واحد منكم، فأهلاً وسهلاً ومرحباً!!
مر عام على لقائنا السابق أنجزت الندوة فيه - بحمد الله - برامج ومشروعات كثيرة.. إذ قدمت الندوة قرابة 500 منحة دراسية في بلدان عدة لطلاب فقراء لا يستطيعون متابعة دراستهم دون عون أحد، وخلال السنوات الماضية تمكن شباب كثيرون في أنحاء متفرقة من العالم من متابعة دراستهم والحصول على درجات علمية وعلى أعمال تكفل لهم عيشاً كريماً.
واستمرت الندوة في كفالة أكثر من 30.000 يتيم، ومن جراء برنامج الندوة هذا - بدعم كريم منكم - حصل هؤلاء الأيتام على العيش المناسب والمأوى وفرصة التعليم من خلال المؤسسات القائمة في بلدانهم.
وشارك في برامج الندوة الصيفية آلاف الشباب ذكوراً وإناثاً، قدمت لهم خلالها الدورات التدريبية في مجال المهارات الفردية والجماعية والحاسب وتعليم اللغات. وقدمت الندوة خدمات إغاثية لآلاف المتضررين في آسيا وإفريقيا، وهي مستمرة في ذلك.
وقال الدكتور الوهيبي: إنه يأوي إلى موائد إفطار الندوة هذه الأيام آلاف الجوعى والمعوزين في أكثر من 69 دولة وشاركت الندوة في عشرات المؤتمرات واللقاءات الدولية التي تعنى بالشباب والحوار والعمل الإغاثي والإنساني... كل هذا ما كان ليتم لولا توفيق الله ثم مساعدتكم من متبرعين يقدمون الدعم، وشباب ينطلق لخدمة المحتاجين، وسفارات وقنصليات تقدم التسهيلات.
ولأجل تعزيز فرص الحوار بين مختلف الشعوب دخلت الندوة شريكاً في مبادرات دولية مهمة أبرزها (مبادرة مونترو) التي بدأت بها الحكومتان السويسرية والبريطانية، وقد تتوسع لتشمل بلداناً أوروبية أخرى.
وأشار الدكتور الوهيبي أظهرت الأحداث الأخيرة في مناطق عديدة من العالم أن المنظمات الإسلامية شريك مهم لما لها من قدرة على الدخول إلى مواطن الصراع والنكبات على نحو قد لا يتسنى لنظيراتها في الغرب لظروف أمنية وثقافية أدت بممثلي المنظمات الغربية إلى مغادرة تلك المناطق. وهو أمر أظهر أهمية الشراكة بين الجانبين، وقد بدأت القناعة بها تزداد لدى الطرفين، وما الخطوات التي ذكرت إلا بداية لعمل طويل يرسخ للحوار والتفاهم، وينقلنا إلى مرحلة التعاون في التنفيذ فشعارنا هو (من الحوار إلى العمل المشترك).