أرامكو تطلق أكبر برنامج للتوسع في إنتاج الزيت الخام والتكرير في تاريخها

* الرياض - (الجزيرة):
أكد مدير عام المشاريع في منطقة الأعمال الجنوبية بأرامكو السعودية، الأستاذ محمد الجوير، أن قدرة الشركة على تنفيذ مشاريع عملاقة وبجودة عالية دائماً ما هي إلا ثمرة سنوات من التعلم المتواصل من مشاريعها السابقة.
وقال: (إنه في ضوء الزيادة التي شهدها الطلب على الطاقة مؤخراً، فقد أطلقت أرامكو السعودية، في السنوات الأخيرة أكبر برنامج توسع في أعمال الإنتاج في تاريخها، وهو برنامج يغطي إنتاج الزيت والتكرير وإنتاج البتروكيماويات. ولدى أرامكو السعودية في الوقت الحالي نحو 150 مشروعاً قيد التنفيذ بمستويات تكاليف مختلفة تتراوح بين مليونين وعشرة بلايين دولار، منها خمسة مشاريع تعد عملاقة).
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمام حشد كبير من المشاركين في ندوة عمل عقدت أمس في معهد إدارة المشاريع الدولية في لندن تحت عنوان (إدارة المشاريع - الكفاءة الإستراتيجية في تنفيذ المشاريع المعقدة).
وأضاف الجوير: (ان أرامكو السعودية لم تصل إلى ما هي عليه الآن من حيث القدرة على تنفيذ المشاريع العملاقة إلا بفضل ما حصلت عليه من خبرات من مشاريعها السابقة، بما فيها مشاريع تحسين معمل التكرير في رأس تنورة الذي أنجز في عام 1998م، ومشروع تطوير حقل الشيبة الذي أنجز كذلك في 1998م، ومعمل الغاز في الحوية الذي أطلق في عام 2001م، ومعمل الغاز في حرض الذي دخل الخدمة في عام 2003م، ومشروع زيادة إنتاج الزيت الخام في القطيف الذي تم تدشينه في عام 2004م.
وخص الجوير بالذكر مشروع رأس تنورة كنقطة تحول في مجال إدارة المشاريع العملاقة في أرامكو السعودية، حيث تمخض هذا المشروع عن نتائج متباينة. أوضح ذلك بقوله: (إنه بالرغم من أن بعض المقاولات الخاصة بهذا المشروع حققت درجات من النجاح، إلا أننا واجهنا العديد من التحديات الصعبة، وقد خرجنا من هذه التجربة بكم هائل من الدروس المستفادة التي استندنا إليها فيها بعد).
وأشار الجوير إلى أن إجراءات استغلال الدروس المستفادة في أرامكو السعودية قد تطورت لتأخذ الآن صورة نظام سهل الاستخدام يعتمد على المواقع الإلكترونية ويتسم بالمنهجية واستيفاء التفاصيل، حيث يتم تجميع الدروس المستفادة من خلال سلسلة من ورش العمل، يليها تحليل لتلك الدروس يقوم به فريق من الخبراء في المجال المعني، ليتم تطبيق هذه الدروس المستفادة في المشاريع الجديدة من خلال سلسلة أخرى من ورش العمل.
وكشف الجوير أن مشروع رأس تنورة كان بمثابة نقطة الانطلاق لجهود تحسين إدارة المشاريع في أرامكو السعودية، حيث طبقت الدروس المستقاة منه على الفور في مشروع حافل بالتحديات في صحراء الربع الخالي، وهو مشروع زيادة إنتاج الزيت الخام في الشيبة بطاقة 500 ألف برميل في اليوم الذي انطلق العمل فيه في أواخر عام 1995م. وأثمرت مواصلة التعلم عن استمرار التحسينات في المشاريع التي تلت ذلك مثل مشروعي معملي الغاز في الحوية وحرض ومشروع زيادة إنتاج الزيت الخام في القطيف بطاقة 800 ألف برميل في اليوم.
واستطرد الجوير قائلاً: (وهكذا، ومع اكتسابنا للخبرة في هذا المجال أصبح موظفونا وموظفو مقاولينا وموردونا يحققون جداول زمنية أقصر، وتكاليف أقل، ومستويات جودة وسلامة أعلى، وقدراً أكبر من التعلم).
كما كان من ثمار ذلك حصول الشركة على التقدير لجهودها، إذ منح معهد إدارة المشاريع أرامكو السعودية جائزة (مشروع العام) في عام 2002م عن مشروع معمل الغاز في الحوية، وفي عام 2004م عن مشروع معمل الغاز في حرض. كما منح معهد صناعة البناء الشركة جائزة (أفضل مستخدم مرجعي) في عام 2002م، وجائزة (أفضل جهة منفذة لمشاريع خلال السنة) في العام نفسه لتطبيقها أفضل الممارسات في الصناعة.
واختتم الجوير محاضرته بمناقشة التحديات التي تواجه أرامكو السعودية في الوقت الحالي فيما يتعلق بمشاريعها العملاقة القادمة، بما فيها مشروع معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الحوية بطاقة 310 آلاف برميل في اليوم من الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي.
ومشروع تطوير حقل الخرسانية بطاقة 500 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام وبليون قدم قياسية مكعبة في اليوم من الغاز المرافق، ومشروع تطوير حقل خريص بطاقة 1.2 مليون برميل في اليوم من الزيت الخام و420 مليون قدم قياسية مكعبة في اليوم من الغاز المرافق، ومشروع توسعة حقل الشيبة لزيادة الإنتاج بمقدار 250 ألف برميل من الزيت الخام في اليوم، ومشروع تطوير حقل منيفة بطاقة 900 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام و120 مليون قدم قياسية مكعبة في اليوم من الغاز المرافق.
وأنهى الجوير إلى أن هذه المشاريع ستفرض على الشركة بلا شك تحديات كبيرة، بالنظر إلى ما يشهده الوقت الحاضر من نقص في المهارات الهندسية والإنشائية وطول فترات تسليم المواد وارتفاع أسعارها فوق المستويات المعتادة والمنافسة الحادة على الشركات صاحبة الخبرة في مجالي الهندسة ومقاولات الإنشاء، إلا أنه عاد وأكد ثقته بأن سجل الشركة الناصع في مجال التخطيط للمشاريع العملاقة وتنفيذها في أصعب الظروف سيتيح لها إنجاز تلك المشاريع بنجاح.