مسؤول أمريكي يتحدث عن «تقدم كبير» في وضع لائحة العقوبات ضد إيران
طهران تقترح على باريس إنشاء كونسورسيوم لتخصيب اليورانيوم

* باريس - (واشنطن) - وكالات:
قال مساعد مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي في مقابلة أمس الثلاثاء مع إذاعة (فرانس إينفو) إن طهران تقترح على باريس (إنشاء كونسورسيوم لإنتاج اليورانيوم المخصب في إيران) للخروج من مأزق الملف النووي الإيراني.. وقال المسؤول الإيراني الكبير (للتوصل إلى حل خطرت لنا فكرة.. نقترح على فرنسا إنشاء كونسورسيوم لإنتاج اليورانيوم المخصب في إيران).. وأضاف وفق ترجمة لتصريحاته إلى الإذاعة (يمكن لفرنسا من خلال شركتي أوروديف و اريفا أن تشرف بشكل ملموس على نشاطاتنا).
من جهة أخرى أعلن مسؤول أمريكي مساء الاثنين أن الدبلوماسيين الأمريكيين أحرزوا (تقدماً كبيراً) في مباحثاتهم مع الدول الكبرى الأخرى في وضع لائحة العقوبات في حال رفضت إيران تعليق برنامجها النووي المثير للجدل.
ويتفاوض مساعد وزيرة الخارجية نيكولا بيرنز حالياً بشأن عناصر هذه اللائحة مع نظرائه في الدول الخمس الكبرى المعنية (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة) إضافة إلى ألمانيا.
وتجري هذه المباحثات على خط موازٍ مع مفاوضات يتولاها الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا في محاولة لإقناع إيران بتجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم في مقابل إجراءات تحفيزية اقتصادية ودبلوماسية.. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية رافضاً كشف هويته إن نيكولا بيرنز (أحرز تقدماً كبيراً في جمع عناصر قرار مع نظرائه).. وأضاف (نظراً إلى التقدم المحرز لا أظن أنه سيكون من الصعب جمع كل هذه العناصر) في إطار قرار.
وقد يتم وضع جدول زمني للمضي قدماً في قرار فرض عقوبات خلال اجتماع يعقد في وقت لاحق من الأسبوع على الأرجح في أوروبا ويضم وزراء خارجية الدول الست المعنية بالملف الإيراني على حسب ما أضاف المسؤول ذاته.
وتجاهلت إيران مهلة حددها مجلس الأمن الدولي لها لتعلق بحلول 31 آب - أغسطس الماضي برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم لأغراض مدنية وعسكرية في آن.
ووافقت الولايات المتحدة التي اضطرت إلى التخلي عن فرض عقوبات فورية بسبب مقاومة روسيا والصين خصوصاً، على إمهال سولانا حتى هذا الأسبوع للتفاوض لكن هذه المحادثات لم تتوصل إلى نتيجة حتى الآن.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي بدأت جولة الاثنين في الشرق الأوسط للبحث في المسألة الإيرانية بين مسائل أخرى، إنها قد تلتقي نظرائها في ما يعرف بدول (5+1) في وقت لاحق من هذا الأسبوع للبحث في عقوبات.. وأوضح المسؤول الكبير في وزارة الخارجية أن الاجتماع قد يُعقد الجمعة في أوروبا. وبحث الرئيسان الأمريكي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين أيضاً في الملف النووي الإيراني في اتصال هاتفي الاثنين واتفقا على مواصلة اعتماد (موقف موحد) من هذه القضية على حسب ما أعلن البيت الأبيض.
وتؤيد الولايات المتحدة فرض عقوبات تدريجية تبدأ بقيود على بيع إيران معدات وتكنولوجيا مزدوجة الاستخدام قد تساعد طهران في برنامجها النووي على حسب ما أفاد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون.
لكن المسؤول الأمريكي نفسه قال إنه رغم (التقدم الجيد جداً المحرز) في وضع (أسس) جولة أولى من العقوبات قد يستغرق إيجاد صياغة محددة لقرار دولي جديد يفرض هذه العقوبات رسمياً، بعض الوقت.. وأوضح أن (تجربتنا في السابق تظهر أن قطع تسعين بالمئة من الطريق أمر جيد لكن العشرة في المئة المتبقية تستغرق أحياناً من الوقت أكثر مما هو متوقع).. وأكد المسؤول أن واشنطن لا تمتلك جدولاً زمنياً محدداً لحمل مجلس الأمن على اعتماد قرار جديد لكن الوقت بدأ ينفد.