يشير المبدعون - شعراء وقصاصاً - على وجه التحديد إلى أن المشروع النقدي في عالمنا العربي يسير إلى هاوية الخواء، إذ إن دروبه نحو النص لم تعد مأمونة، أو سالكة، لأن هؤلاء الكتّاب يدركون أن الذائقة لم توجه بشكلٍ سليم، فها هو الروائي (حنَّا مينة) يؤكد أن النقد لم يقم بدوره.
فيما يستشعر النقاد أن فن النقد، ورسالته بالفعل محفوفة بالمخاطر، وبالتجارب غير المأمونة لأن الناقد عرضة لأن يكون في حصار خانق بين مبدع لا يتورع عن دس طلاسمه، وتفخيخ مدوناته وبين متلقٍ يبحث عن فن يُطرب بأقصر السبل، وبأقل جهد قرائي..
من هنا يُدرك (حنَّا مينة) بوصفه كاتباً أن النقد لم يعد هو ثالث الأثافي كما تقول العرب؛ إذ إن هناك من ينادي بهدم هذا الركن وجعل العلاقة مرتهنة بثنائية المبدع والمتلقي.