لي مَوعدٌ في رحاب الوقت أرسمه
حينًا .. وأرقب في آفاقه الصُّدَفَا
تُرخي عليَّ الليالي ظلَّه؛ فأرى
طيفًا رقيق السُّرى، في ناظريَّ هَفَا!
أصفيته نور عمر الورد مقتفيًا
أطياره في فضاءٍ ما اجتلى هَدَفَا
مرتْ فتون الليالي.. أطلعتْ زمنًا
أضفى على عبء ذاك المشتهى الشَّظَفَا
نَسيتُه، حين أوليتُ الحياة يدِي
ولم أنَلْ من جَناها الرَّحب مُقتطَفَا
وفجأةً لاح لي طفل تألَّفني
وخَضَّني؛ فأفاق القلب... والتَهفَا
قبَّلته جذلاً.. نحنحتُ لهفته
فجاش بالورد مبتلاًّ بما اقترفَا
**
أرخيتُ قبضة أرسان الصُّدوف.. تُرى
يُغري بُكور الخُطى - في الدرب - مَن صَدَفا؟
وقلتُ: أنشرُ خطوي ها هُنا.. وهُنا
فربما أرِدُ الأبواب مُنتصِفَا
وحين آن أوان العمر أقطفه
من يانع الوقت مزهوًّا به كَلِفَا
وطالعتني هنيهات المروج - كما
نستشرف الطلَّ - قلبي في الرُّبا رَجَفَا!
أطرقتُ.. ناشدتُ نفسي أن تميل بنا
في مرفأٍ نقتفي بالماء مُؤتلَفَا!
رأيتُ مِرآةَ نفسي في مَطارفِها
تمتدُّ خيط شعاعٍ شفَّ.. وانعطَفَا!
ولَم أطِقْ - في مِطالِ الدرب - منتَظرًا
يهدي سحابة أشجان المُنى أسَفَا!
**
سألتُ : أنتِ هنا؟ ما كنتِ عابثة
بي راكضًا في صقيع العمر، مُرتجِفَا!
لا.. أنتِ فتنة نفسي بعدما اكتهلتْ
أهواؤنا.. تَرِدين الوهم.. والتَّلفَا!
ألفيتني في فُلول البدر ممتطيًا
صمت العشايا، لعلي أحتسي اللهَفَا!
قِفي! فما عاد يُغريني تجاذبنا
في نَرجِس الحُلم، حتى جاوز الشَّغَفَا
قِفي!
ففي
لهَفي.. مَثَّلتِ لي وَلهًا
ماطُلتُ في منتهى أطيافه تَرَفَا!
هَفَا إليَّ.. هَففْنا في سَنَا قمرٍ
حسِبْته ذات يوم - في الشَّغاف صَفَا!
كم كنتُ - وا عجبي! - أصفو لسطوته
والمَرءُ يُؤثر من دنياه ما ألفَا!
الآن.. ألمحُ في نور الثرى وطنًا
يُغري ؛ فَيمنحُنا من هُدبه الشَّرَفَا!