القيم الإنسانية من مسلّمات الطبع الإنساني السويّ في كل عصر وثقافة.. ومع هذا فهي تشكّل كل حياة الإنسان، في حالتي وعيه أو لا وعيه، أي أنها من الخطورة في البناء الشخصي والاجتماعي والحضاري، بحيث يغدو البحث فيها من أشدّ القضايا ضرورة إلحاحاً في أمة نابهة. فلا غرو إذن إن كانت مدار رسالات الأنبياء والرسل ومحط انشغال الثوار والمصلحين، في كل زمان ومكان.
وهذه الدراسة في نقد القيم العربية والإسلامية تجري منطلقة من تلك المادة العلمية القيّمة التي حوتها موسوعة نشرت في عام 1421هـ - 2000م تحت عنوان (موسوعة القيم ومكارم الأخلاق العربية والإسلامية)، وترتكز هذه الدراسة على (المقدمة) التي عقدتها هيئة الموسوعة في مجلد مستقل. وتأتي أهمية هذا المجلد من حيث هو بمثابة المهاد النظري الذي انبثقت عنه المجلّدات الأخرى، بمفاهيمها (القيمة)، ذات العلاقة الجدلية بالدين من جهة والأخلاق من جهة أخرى. تلك المفاهيم التي تمثل - من خلال كتّابها - شريحة اجتماعية (نخبوية)، إن في مستواها التعليمي والاجتماعي، أو في معرفتها بالذات الثقافية والآخر، وعبر حقب تاريخية مختلفة.
هذا ما اختاره الدكتور عبدالله الفيفي ليكون على الغلاف الأخير من كتابه الجديد الذي جاء بعنوان (نقد القيم.. مقاربات تخطيطية لمنهاج علمي جديد) حيث جاء الكتاب في 105 صفحات من القطع المتوسط.