أثارت مسابقة السفير التشكيلية الثانية، استطلاع العديد من المتابعين منذ بداية التقديم وحتى إعلان نتائج لجنة التحكيم ثم نتائج التصويت، كأسلوب جديد ومشوق في المسابقات التشكيلية، ربما يساهم في تثقيف المجتمع بصرياً بشكل أو بآخر.
واختلف روّاد المعرض حول نتائج المسابقة بسبب فوز العديد من الأسماء التي يمكن أن يقال إنّها تنتمي للجيل الثالث أو الجديد من الحركة التشكيلية المحلية، ما بين مؤيد ومعارض لهذا التوجُّه، وبشكل أو بآخر فإنّه من المهم تقدير المبدعين من الروّاد، ولكن أيضاً يجب دعم الشباب الواعد من الجنسين لخلق فرص التنافس في الجيل الجديد، ليعمل على الرفع من مستواه حين يؤمن بوجود فرص محتملة للفوز في مثل هذه المحافل، بدلاً من إحباط هذا الطموح من خلال التركيز على الأسماء القديرة والتي تكرر فوزها في مناسبات عديدة.
ومن وجهة نظر شخصية أردت التركيز على الفائزة الثانية في فرع (الواقعي) وهي التشكيلية تغريد البقشي من الإحساء، وما شدّني شخصياً في عملها هو قوة التكوين، واستخدام الألوان بتقنية مزج وأداء عالية، إضافة لبروز تأثير الظل والنور الذي خلق تبايناً لونياً ذا تأثير إيجابي في شد الانتباه للعمل، والأهم من ذلك كله القوة الرمزية التي توحي بها اللوحة، وتترجم مكنونات المتلقِّي أو المتلقية من خلال قراءتها، فكأنّما هي تحكي قصة كل أنثى وكل ذكر، أو بمعنى آخر كل زوج أو ثنائي! ولكن لكل شخص سيناريو خاص به يفسر فيها تلك المصطلحات الشكلية واللونية بما يتناسب مع صياغة المنظومة اليومية التي يعيشها في المجتمع.
وإذا كان عمل البقشي مثل أعمالها السابقة يحمل مهارة عالية في الأداء وإدراكاً جيداً بأساسيات العمل الفني وأبجدياته، كما يعكس تعدد رؤى التشكيلية ومضموناً فكرياً يحمل قضية تترجمها البقشي عبر الخط والشكل واللون، إلا أنّها ما زالت بحاجة إلى مزيد من الخبرات والممارسات، وإن أعاقها عن ذلك ارتباطها مثل العديد من تشكيليات الوطن بأمور أخرى كالوظيفة والزوج والأبناء، مما قلل من الوقت المخصص للممارسة التشكيلية والتي يتمتع بها عادة الذَّكر في هذه الحالة أكثر من الأنثى (الأم والزوجة).
وعلى العموم فإنّ نتاج تغريد وغيرها من تشكيليات الجيل الواعد مؤشر إيجابي لمستوى التشكيل المحلي الممثل من قبل جنسه الناعم، ونتأمل كثيراً لرؤية أعمالها وأعمال زميلاتها في الخارج لتمثيل التشكيلية السعودية أسوة بسابقاتهن كمنيرة موصلي وشادية عالم وغيرهن الكثير.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244