اطلعت مؤخراً على كتاب (عبدالله الطريقي) لمؤلفه الأستاذ محمد بن عبدالله السيف بعد إنجازه ونشره عن دار رياض الريس ببيروت عام 2007م.. ليس مفاجأة أن أرى هذا العمل الكبير.. فقد كنت أتابع بعض مراحل إنجازه منذ بدأ المؤلف تجميع خيوطه الأولية قبل بضع سنوات، وكنت أرقب تنقلاته بإشفاق ما بين القاهرة وبيروت والكويت ومناطق المملكة واتصالاته المستمرة مع بعض شهود العصر في أمريكا وبريطانيا ومحلياً وخليجياً بعمان ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين، وما كان يتحدث عنه ويحضِّر له عندما يلتقي بهذا وذاك ممن لهم صلة أو علاقة بالموضوع.
لقد كانت أحلام المؤلف وطموحاته بلا حدود فكنت أتصل به بين وقت وآخر لمعرفة ماذا تم ولتزويده بما يقع بيدي مما كان يكتب عن الطريقي أثناء صحافة الأفراد في المملكة -قبل نصف قرن-.. وعند التحضير لمؤتمرات النفط المهمة على مستوى الوطن العربي أو العالمي، وما يدور من مناقشات على صفحات الجرائد عندما كان الشيخ عبدالله الطريقي مديراً عاماً لشؤون الزيت والمعادن.. وعن بروزه وشهرته لنجاحه في المؤتمر الأول للبترول العربي الذي عقد بالقاهرة عام 1959م وتوثق علاقته بوزير البترول الفنزويلي (خوان بابلوبيريز ألفونسو) وقد كان الطريقي نجم هذا المؤتمر بلا منازع، فقد كان للورقة التي قدمها للمؤتمر أهمية كبيرة والتي دعا فيها أعضاء المؤتمر إلى توحيد الصفوف للوقوف صفاً واحداً أمام الشركات الاحتكارية ولتصبح الدول المنتجة للنفط تحت مظلة واحدة.. تعزز هذا أثناء مؤتمر البترول الثاني ببيروت في العام التالي 1960م فاعتبرت كلمته التي ألقاها من أخطر ما تضمنه المؤتمر، وتركزت كلمته على أسعار البترول الخام ومنتجاته.
وقد أشادت الصحافة المحلية بدوره الوطني، فقد كتب حسن عبدالحي قزاز في (البلاد) وأحمد طاشكندي في (الندوة) و(عكاظ) وطالبوا فيها بأن يمنح وساماً، وكتب عبدالله الحقيل في (القصيم).
وجريدة (حراء) أفردت له عنوانها الرئيسي (الرجل رقم1) في بترول الشرق الأوسط يتحدث إلى (حراء)،
فنجد مثلاً حامد مطاوع يكتب في (الندوة): (رجل من الصحراء يخافه رجال الزيت، عرف منطق القوم فخاطبهم على قدر عقولهم ولم ينسَ أبداً طبيعة رجل الصحراء، لم ينسَ الفروسية والصلابة، ولقد كان الأستاذ عبدالله الطريقي فارساً صلباً، تجلت تلك الفروسية وتلك الصلابة في إبرام اتفاقية الزيت مع الشركة اليابانية، لم يظلم الشركة اليابانية، ولم يجحف معاملتها، وإنما أعطاها مالها وأفهمها ما عليها، وحفظت حقوق الطرفين وكرامتها، وكان كلاهما من الرابحين، الحكومة والشركة، وبقي إعادة النظر في اتفاقية ارامكو.. الخ).
ونجد عزيز ضياء يقول في (البلاد) بتاريخ (27-10-1378هـ).. وقد استطاع (الطريقي) منذ أكثر من ثلاثة أعوام أن يحتل الأماكن البارزة في صحف العالم، في (اللايف) وفي (التايمز) وفي (الفايننشال تايمز) وفي (لوك) وفي غيرها، بل استطاع أن يكون بعض الأحيان سبباً في صداع دوائر معينة في العالم الكبير، وهذا معناه، أنه خرج بأحلامه عن نطاقها الضيق المحدود إلى النطاق العالمي.
وبغض النظر عن فرحتنا بتألقه وهي فرحة لن تزول، فإننا ننظر إلى ما هو أبعد من اقتراحه في مؤتمر البترول العربي الأخير، ننظر إلى الطريقي الذي يثبت للعالم، كما أثبت كبار الحالمين قبله، أن إحلام اليوم هي حقائق الغد!
وعبدالله عريف يخصص (همسة اليوم) في جريدة (الندوة) في 9-11- 1378هـ ليؤكد ما سبق أن طرحه الطريقي معترضاً في حديث سابق قائلاً: (لماذا يعقد مجلس إدارة الشركة (أرامكو) في أمريكا أليس المعقول أن يكون مقر مجلس الإدارة هنا في المملكة حيث مركز أعمال الشركة ومكان إنتاجها؟..) وهكذا يعيدنا الأخ محمد السيف في بحثه المستفيض عن هذا الرجل وخلافه مع وزير الزراعة وقتها المهندس عبدالله الدباغ وسجاله معه على أن مستقبل البلاد في الصناعة وليس في الزراعة معللاً ذلك بوفرة المواد الخام والأيدي العاملة لكنها غير مدربة، فعلينا أن نبدأ في تعليم أبنائنا الصناعة.. ويجب -كما يقول- أن يسبق هذا التعليم الأولي، ثم يتم توجيههم إلى التعليم الفني والصناعي.
لقد استمتعت وعلى مدى أسبوع كامل في قراءة وتقليب صفحات الكتاب (597ص) وأعادني إلى مرحلة الشباب المبكر بل وفورته.. عندما ساقني الحماس لحضور محاضرة الطريقي التي ألقاها بجامعة الملك سعود في الملز بالرياض عام 1382هـ- 1962م عن (تحويل مجرى نهر الأردن).
ويعود عزيز ضياء لاستجواب الطريقي مرة أخرى عندما كان رئيساً لتحرير جريدة (عكاظ) في 21-6-1381هـ بعد إنشاء وزارة البترول والثروة المعدنية لأول مرة وتسلمه قيادتها فقد واجهه بكثرة زياراته وتنقلاته.. (فلماذا لا ينتدب أحد موظفيه؟).. فرد عليه أن أعمال الوزارة لا تتوقف على وجود الوزير، إنما تقوم على أكتاف موظفيها وليس الوزير إلا القوة أو اليد التي توجه أو ترسم الخطوط العامة للوزارة.. أما الوزارة التي تتوقف أعمالها على وجود الوزير فهي وزارة فاشلة.. والوزير الذي يربط مصير الأعمال بشخصه وزير فاشل.. (ويختتم استجوابه بسؤال:).. إنك لم تقل لي ما الذي عملته وزارتك منذ إنشائها؟! فقال الوزير: (لا تنتظر من وزارة البترول عمارات أو طرقاً أو مستشفيات، أن مهمتنا أن نرسم خطاً طويلاً للمستقبل، والثروة التي نعثر عليها اليوم لا تنفق غداً، إننا حين نجد الثروة فإننا نؤسس قاعدة من قواعد المستقبل الاقتصادي في مداه الطويل.. (وعندما هاجمه بعض الصحفيين لكونه قد جنس بعض الخبراء العرب تحداهم وقال: آتوني بشاب سعودي واحد تقدم للوزارة وفضل عليه أجنبياً في نفس مستواه العلمي..)، وهكذا أعفي من الوزارة وتنقل بين بيروت والقاهرة والجزائر والكويت وعاد أخيراً ليقضي بقية عمره في المملكة.. ولكن شاءت الأقدار أن يرحل نزولاً عند رغبة ابنته (هيا) لإكمال دراستها في القاهرة، فيتوفى هناك قبل عشر سنوات.
فنجد الدكتور محمد الهوشان يقول في نعيه بصحيفة الرياض بتاريخ 8-9- 1997م: إن الطريقي كان يتقد نشاطاً وتفاؤلاً وكان مكتبه في النهار ومنزله في الليل ندوة علمية يؤمها الشباب الجامعيون وغيرهم ليستمعوا لأفكاره وآماله ويناقشون مناقشة صريحة تتسم أحياناً بالتحدي ولكنها لم تكن تخرج عن نطاق الاحترام والإعجاب، إذ كان الطريقي بالنسبة لأولئك الشباب مثالاً يحتذى ونجماً صاعداً متألق الشعاع، وقد كان مكتبه، كما كان منزله على بساطتهما يمثلان مستوى حضارياً غير مألوف في بلادنا، وأذكر كيف كانت إدارته على صغر حجمها وقلة مواردها مثالاً للإدارة الحديثة (...) لقد ترك الطريقي بصمته على إدارة وزارة البترول بعد إنشائها وحتى يومنا هذا، كإدارة حديثة تواكب التقدم العلمي خطوة خطوة، لقد كانت إدارته مدرسة لمن كان يعمل معه فتخرج منها أحمد زكي يماني وهشام ناظر وعبدالهادي طاهر وغيرهم ممن تأثر بالطريقي حتى في طريقته المميزة في الملبس والحديث.
لقد خرج من الوزارة في 9 شوال 1381هـ وراتبه التقاعدي 6000 ريال فذهب إلى بيروت ليفتتح مكتباً استشارياً للنفط وقضاياه وأصبح مستشاراً لعدد كبير من الدول العربية أذكر منها الجزائر وليبيا والكويت وسوريا ولبنان والأردن وأبو ظبي واليمن ومصر.. وأصبح يزور الكثير من الدول الصديقه مثل التشيلي وفنزويلا والمكسيك لمتابعة قضايا النفط والاطلاع على آخر المستجدات وأصدر مجلة (النفط والغاز العربي) بمشاركة صديقه نقولا سركيس ببيروت، ورفع شعار (بترول العرب للعرب).
الحديث يطول...؛ فعبدالله الطريقي تاريخ مرحلة مضيئة في حياتنا.. لقد كنت قبل يومين وبالتحديد عصر يوم الاثنين 13- 4-1428هـ أقرأ وأتأمل بالكتاب وإذا من يطلبني بالهاتف وإذا هو أحد المهتمين بالرواد يحادثني من لندن وأنا لم ألتق به حتى الآن هو الأستاذ ورجل الأعمال يعقوب البراهيم، فقد قرأ لي مقالاً قبل خمس سنوات في المجلة العربية عن (عبداللطيف باشا المنديل) أحد أبناء نجد الذين وصلوا للعراق قبل قرنين وتولى أكثر من وزارة في العهد الملكي برئاسة ممثل السلطان عبدالعزيز هناك أنه من النقيب والسعدون وكان بمثابة وكيل الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في العراق (بغداد والبصرة) وهو يحثني على إكمال مشروعي عن (وكلاء الملك عبدالعزيز ومعتمديه في الخارج) قبل توحيد المملكة ومنهم من يعتز به (عبداللطيف المنديل).. وقد أطال الحديث فقلت إنني أقرأ كتاباً جديداً عن عبدالله الطريقي، فقال: إنني قد اشتريته من مكتبة الساقي بلندن وقد قرأته قبل أيام وقال إنه معجب به، ولكنه يصحح للمؤلف عدم ذكره أنه قد مر بالبصرة وهو في بداية شبابه وقد درس بها بعض الوقت.. وقد كان مع والده وهو يتاجر با(الخلال) (الخلال) يعني عندنا بنجد (البسر) البلح قبل أن يتحول إلى تمر.. فيجز من النخل ويطبخ ثم ينشف ويعبأ بأكياس تنقل للهند بعد أن ييبس.. فيقول إنه يذهب للهند للمساعدة والده وأن عبدالله الفوزان الوداعين - الدواسر- ومثله الطريقي فقد يحن الدم.. ويستخدم هذا الشاب الصغير عندما يسافر والده في أعماله الكتابية.
وقال أن الطريقي كان صديقاً للوجيه والتاجر المشهور صالح الشايع بالكويت ففي أحد زيارات الطريقي للكويت - بعد أن أصبح وزيراً - قال إنه ينوي عمل مشروع بمسقط رأسه (الزلفي) فيطلب مشورته، فرد عليه الطريقي: ولماذا لا تعمله بالمملكة فكلها وطني. لي عودة مرة أخرى لهذا الكتاب (الكنز) فلن يوفيه مقال أو اثنان.. ولكنه التاريخ.. والتاريخ ذو شجون.. تحية إجلال وتقدير لمثل هذا الرجل.. وتحية أخرى لمن أجهد نفسه وضحى بوقته لرصد وجمع خيوط متداخلة عفى عليها الزمن وسفت عليها الرمال.. وكادت أن تضيع لولا أن قيض الله لها مثل هذا السيف النطاسي الراصد ليجلوها ويعود لمعانها فتضيء الطريق وتبرز حقيقة وسيرة ومسيرة مثل هذا الرجل المخلص لوطنه وأمته. ولنعد بالقارئ قليلاً إلى الوثائق الرسمية والخاصة بالبعثات الطلابية السعودية الأولى لمصر وذلك ما لم يتناوله المؤلف - السيف - بالتفصيل، فنجد مثلاً في أول كتاب يؤلف عن تلك البعثات المبكرة.. نجد صالح جمال الحريري يذكر في كتابه (من وحي البعثات السعودية) المنشور بمصر عام 1368هـ.. فيذكر تحت عنوان (تطور البعوث السعودية).. ولما كانت المعارف في أول حياتها التعليمية أرادت أن تعمم التعليم وتكثر من فروعه لأن البلاد في أشد الحاجة إلى مختلف العلوم والفنون لذا أرسلت أول بعثة مكونة من أربعة عشر طالباً ومعظم هؤلاء في سن مبكرة من العمر وذلك في عهد المرحوم (الشيخ ماجد كردي) عندما كان مديراً للمعارف سنة 1346هـ. ولقد كان من هؤلاء خير عنوان على ما فطر عليه العربي من ذكاء وفطنة، وحب للعلم، ورغبة في الفن، وحذق أدق العلوم الرياضية، والعقلية أليس هذا الأستاذ (عبدالله الطريقي) أحد أفراد البعثات الأولى، إذ قدم إلى مصر وعمره لا يتجاوز العاشرة وها هو اليوم ينال أكبر الشهادات من أمريكا بعد أن قدم رسالته عن جولوجية البلاد العربية السعودية باللغة الإنجليزية، وهكذا نجد هؤلاء المبتعثين يقدرون خطر المسؤولية الملقاة على عواتقهم، ويعلمون حاجة البلاد إليهم فهم يضاعفون من جهودهم ويبذلون ما وسعهم من طاقة لتحقيق آمال الوطن فيهم.. وفي الصفحة التالية نجد صورة تذكارية تجمع بعض أعضاء البعثة الطلابية الأولى لمصر سنة 1347هـ - 1928م، ومنهم: يوسف الهاجري ومحمد شطا ومحمد عيد الرواف وعبدالله محمد الفضل وأحمد العربي وإبراهيم الهاجري وعبدالله المعمر وصادق دحلان وعبدالعزيز المعمر وعبدالله باحنشل وعبدالرحمن البسام وعبدالله باخطمه وحمد العبدلي وقال أنه قد تخرج من البعثات كل من: الشيخ محمد طاهر كردي تخرج من الأزهر ونال شهادة تحسين الخطوط: والدكتور يوسف الهاجري تخرج من كلية الطب وحسين الخطيب تخرج من كلية الحقوق والدكتور عمر أسعد تخرج من كلية الطب قسم الجراحة والأستاذ عبدالله الملحوق تخرج من كلية دار العلوم والأستاذ محمد سعيد الدفتردار تخرج من كلية اللغة العربية والأستاذ عبدالله الطريقي تخرج من كلية العلوم جامعة فؤاد الأول ونال الماجستير من أمريكا.
ونجد الدكتور حسن يوسف نصيف يذكر في كتابه (مذكرات طالب سابق) وهو فيما أعتقد ثاني كتاب يصدر مبكراً ويتناول أخبار البعثات الطلابية السعودية المبكرة لمصر - فرغم أنه لا يوجد تاريخ لصدور الكتاب إلا أنني أعتقد أنه متزامن مع صدور كتاب الحريري (من وحي البعثات) فقال ضمن صفحة (هل تصدق؟) أن الطريقي كان ينام على سرير حديد دون مرتبه أو شرشف بل على الحديد مباشرة إمعاناً في التقشف. ويتكلم عن أصول الكشافة وأن الطريقي هو الذي علمها لهم فقال ما نصه: كان الطريقي قد سبقنا إلى الابتعاث فوجدناه في مصر، وهو أكبر منا سناً وله لحية محترمة. فتوثقت بيننا أواصر الحب الممزوج بالاحترام وكان طالباً في كلية العلوم وكنا في إعدادي الطب الملحق بكلية العلوم، وكانت للطريقي شخصية محبوبة بين الطلاب. وكان يساهم في نشاط الكلية ويكتب في صحيفتها بتوقيع (أبو صخر) وقد سمى ابنه صخراً فيما بعد.. وأراد الطريقي أن ينقل جانباً من نشاطه إلى البعثة، فأخذ في تدريبنا على أصول الكشافة وواجباتها، ورأى أن يجمع بين التدريب النظري والتطبيق العملي، فأقمنا معسكراً في حلوان في النادي الرياضي التابع لوزارة المعارف.. ونصبنا خيامنا وأخذنا في أسباب اللهو البريء والرياضة حتى إذا جن الليل وسكن الزملاء، تحركت الخيام وخرج من تحتها جماعة الأشقياء، فأخذوا ينزعون الخيام فتغطي النائمين فيها بعد أن يلقى على النائمين ما يتيسر من التراب والحجارة الصغيرة. وكانت خيام الطريقي وبا حجري في مقدمة الخيام المقصودة. وثارت ضجة وأخذ باحجري يسمعنا من السباب المعهود في سوق العلوي بجدة، كما أخذ الطريقي ينتقد هذه الروح ويلقي علينا درساً جديداً في أصول الكشافة وآدابها وظننا أن الموضوع انتهى عند هذا الحد ولكنا فوجئنا في الليلة التالية باقتلاع جميع الخيام وعندما بحثنا وجدنا أن الطريقي هو الذي قاد الحملة في تلك الليلة وقد أعجبته هذه الطريقة الكشفية الحديثة، وأدخلها في أصول الكشافة وآدابها.. ثمن انفلت الحبل؛ وأصبحنا نتبع طرقنا المألوفة في رحلاتنا وما كان أكثرها. ويوم تخرج الطريقي أقمنا له حفلاً في دار البعثة، وألقَيتُ الخطب والقصائد المناسبة.. وألقيت زجلاً أوله:
في مرة جيت من الكلية
وجدت زيطة عند الباب
إخوانا في روحه وجيه
ومشغولين بسؤال وجواب
واللي نازل لي بطاقية
واللي يطرقع بالقبقاب
فقلت خير إن شاء الله كان
أول ما جاني على بالي
إن العصابة عاملة هجوم
فقلت بالله يا أبو عالي
دي فرصة عمرها ما تدوم
ورحت أجرى طوالى
على الزعيم أسعد جمجموم
وقلت يا الله يا أبو سعدان
قام قال لي أعمل لك أنا إيه
هي الطريقي يا ابني روح
فقلت يا سيدي على إيه
قال لي نجح وبقى مشروح
فرحت أجرى دغري عليه
هنيته بلساني والروح
وبقيت كده مبسوط فرحان
ثم تدرج الزجل إلى حياته معنا في البعثة، ثم وجهت إليه نصيحة عندما يعود إلى المملكة ليعمل (وهو متخصص في الجيولوجيا) فقلت:
ولما توصل أول يوم
ويسألونك إيش الأخبار
إن قلت أنا عندي دبلوم
في الأرض أو علم الأحجار
يروحوا مدينك قدوم
وتسير قراري تشقى نهار
بريال حرش أبيض رنان
وإن قلت أنا أخصائي في الزيت
وفيه اقضيت كل التعليم
وياما تعبت وياما لا قيت
حياتي سهد وجهد عظيم
شوفوا لي شغل أفتح به بيت
يروحوا مدينك لغنيم
تلعن وتقول يا ريت ما كان