تأليف: سيف البدواوي، الكويت: الفلاح، 2007
لقد كان البريطانيون مقبولين من شعوب منطقة الخليج العربي، بل كانوا موضع ترحاب، فلماذا انسحبوا؟ هذا هو السؤال الذي طرحه المؤلف، والذي يقدم في هذا الكتاب محاولة للإجابة عنه.
كان الخليج العربي منطقة مصالح بريطانية محاذية لأطراف إمبراطوريتها في الهند، كما كان يشكل جسراً يربط أوروبا بالشرق الأقصى.
وقد استمر الوجود البريطاني في الخليج لأكثر من قرن ونصف القرن، فما هي أسباب وقصة الانسحاب البريطاني من هذه المنطقة الغنية بالنفط؟
يتتبع المؤلف بدء هذه المرحلة منذ عام 1820، حينما وقع شيوخ إمارات الساحل اتفاقية عدم اعتداء على السفن البريطانية بالمنطقة.
وفي عام 1853 وقعت اتفاقية منع الهجمات البحرية على سفن تجارة واستخراج اللؤلؤ بالخليج، وفي عام 1892 وقعت بريطانيا مع الحكام اتفاقية تحديد الاختصاصات، ثم توقيع اتفاقية تعاون مع حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح، وكان الهدف من تلك الاتفاقيات هو منع القوى الدولية والإقليمية الأخرى مثل فرنسا وألمانيا وتركيا وروسيا من الحصول على موضع قدم لها في تلك المنطقة، كذلك الرغبة البريطانية في السيطرة على الشؤون الخارجية وشؤون الدفاع بإمارات الخليج العربي، بعدها توالت المصالح البريطانية في هذه المنطقة، تلا ذلك تنامي الاستثمارات البريطانية في النفط الخليجي، وتبعها ترسيم الحدود في المنطقة، وإنشاء القواعد العسكرية، ثم بدأت دول الخليج تتطور بشكل متسارع اقتصاديا واجتماعيا، صاحب ذلك ظهور عدة مشكلات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني.
ثم يتناول الكتاب الترتيبات الأمنية والسياسية والتي أقرتها حكومة حزب العمال البريطانية بعد مجيئها إلى السلطة في عام 1964 وإعلانها الانسحاب من منطقة الخليج في الثاني عشر من ديسمبر عام 1968 على أن يبدأ تنفيذه عام 1971م، حيث ركزت تلك الحكومة على تنفيذ عدة خطوات؛ مثل تكوين بنية فيدرالية للإمارات، وحل بعض المشكلات الحدودية بالمنطقة، وتشجيع التفاهم الإقليمي.
وفي سياق الترتيبات الأمنية الخليجية النهائية التي أقرتها بريطانيا قبل الانسحاب، سياسة العمودين المتوازيين، أي تشجيع الدورين السعودي والإيراني لتحقيق التوازن الإستراتيجي في منطقة الخليج العربي، وملء الفراغ الذي سينجم حتماً عن الانسحاب البريطاني، بما يضمن هدوءاً سياسياً واقتصادياً يحقق التدفق النفطي إلى الأسواق العالمية وبأدنى الأسعار الممكنة.
يقع الكتاب في (296) صفحة من القطع الكبير.