بين حين وآخر نقرأ خبرا عن مشاركة دولية للفن التشكيلي، منها ما يتعلق بالأسابيع الثقافية ومنها ما يشارك به في مسابقات وبيناليات خارجية، هذه الأخبار تصدر عن (وكالة الثقافة للعلاقات الدولية) بوزارة الثقافة والإعلام وهي وكالة جديدة أضيفت، كما أتصور بعد انضمام الثقافة إلى وزارة الإعلام، ومن المؤسف أن هذه الوكالة ومع عدم معرفة الكثير عنها بين منسوبي الثقافة والأدب والفنون تقوم بنشاطات هي في نظر الجميع من أهم وأخطر الأنشطة كونها تنقل واقعنا الثقافي المحلي إلى العالم، ومع أهمية هذه الوكالة وعظم الدور الذي تقوم به فقد شاهد الكثير من التشكيليين أخطاء ارتكبت في حق المستوى الحقيقي للفن التشكيلي نجمت عن سوء تقدير ممن كلفتهم الوكالة بإعداد المعارض التشكيلية للمناسبات الثقافية الخارجية الرسمية أو ما تجيزه الوكالة من المعارض التي يقيمها بعض القطاعات الخاصة المهتمة بهذا الفن.
هذه الأخطاء تعود إما لعدم فهم الوكالة لدورها أو أن الأمر ما زال غير واضح المعالم بالنسبة لمن يعمل بها من المختصين بالثقافة والفنون فأتت تلك المعارض تحصيل حاصل، دون وعي بما تعكسه في أعين المتلقي العالمي لفنوننا، ومن المؤسف أيضا افتقاد الوكالة لأسلوب الشورى من خلال تشكيل لجان للإعداد لمثل هذه المناسبات والمعارض فأتى الاختيار في حدود العلاقات الشخصية، ويكفي دليل على الوقوع في الخطأ أن يكلف فرد واحد بإعداد معرض جماعي أو مشاركة في بينالي دولي، ومع ما أوجدته هذه الوكالة من ازدواجية في التعامل والعمل أربكت من يعرف دورها من التشكيليين، إلا أننا نأمل أن يكون دور وكالة الثقافة للعلاقات الدولية دورا جادا ودقيقا كونها الجسر والنافذة التي يطل منها العالم على إبداعنا والعكس، فالأمر ليس مجرد إقامة فعالية أو مشاركة للتواجد دون أن تكون بحق ممثلة للوطن وما تحقق للمبدعين فيه من دعم واهتمام.