مَن لي بصبر من جذور زماني
فالعشق مهر جامح أشقاني
أين الأحبة قد تفرَّق جمعهم
أطيافهم قد أغمضت أجفاني
ولَّوْا فلا ذكرى لهم ألهو بها
تبري جروح القلب من أحزاني
ما لي تحطُّ على رسائلهم يدي
إني أفيض من الهوى وأُعاني
المرءُ لو تشفيه ذكرى أحبتي
ما عشتُ أندب لحظتي وزماني
يا صاحبيَّ لقد تبعثر خاطري
فالحب من نار البعاد كواني
ذكراهمُ أحيا بها متنعِّماً
في غربة الخلان والأوطانِ
نشروا لي الأكفان حتى صدَقْتُهم
وأتوا بلحدي والسنون قواني
زخروا بعطر قد أذاب جوارحي
ضدَّان كيف الضدُّ يتَّفقانِ
فوددتُ لو أني مليك غوايتي
فبها أذود عن الهوى الفتَّانِ
مَن للعيون المغرمات ودمعها
إن هبَّ حزني وانحنى وجداني
من لليالِ الحُمر في كنف الدجى
إن طاش غيض الصبر واستفتاني
عفتُ الديار فلستُ إلا مسافراً
في البيد تحدو رغبتي أشجاني
عفتُ القصائد قد قتلت القافية
ما الحبر إلا صاحب أبكاني
ما كنتُ أعرف ما المحبة عندما
ضاقت بي الأرجاء من حرماني
ما العشق إلا رغبة مغمورة
يا ليته للوصل قد أبقاني
للحب أغصان بدت متفرِّعة
ومواسمٌ قد قلَّبت كُثباني
ما لي إذا هتف الغرام أتيتُهُ
رُغماً عن الآلام والأشجانِ
آهٍ على الذكرى أكلَّت ناظِرَيْ
يا كم عطشت لوصلِ مَن أبلاني
وقصيدتي، لا لم تعودي عشيقتي
غِبتِ وجلادُ الهوى أدهاني