كتب الأستاذ الفاضل سعيد الدحية مقالاً عن الشيخ سعد بن عبدالله المليص، وفيه نبل أخلاق الكاتب وإشارة إلى فضل المكتوب عنه أقدم للأستاذ سعيد شكري لاحتفائه بوالدنا جميعا الشيخ الجليل سعد المليص؛ فقد عرفت الرجل عن قرب من خلال النادي الأدبي رغم أن اسمه وجهوده ليست غائبة عن أحد من أبناء الباحة معلماً ومشرفاً تربوياً وقامة اجتماعية بارزة وإنساناً له الكثير من العمل الجاد في منطقتنا الباحة، يشهد بذلك الجميع، قد لا آتي بجديد حيال هذه الشخصية التي اختلف عليها كثيراً من حيث رئاسة النادي الأدبي، ولكن الجميع أجمع على فضله وحكمته ومآثره فهو المعلم الذي علم الطلاب في الريحانية أولى المدارس بالمنطقة، وهو الرجل الذي فتح بيته لطلاب العلم والمعرفة، وهو أول من شغلت الثقافة اهتمامه من خلال تكريس أهمية الكتاب في ذهنية تلاميذه وإنشاء مكتبة بمنزله لتزويد الطلاب بالكتب التي تنمي ثقافتهم وتساعدهم على مواجهة الحياة، كان معلماً تربوياً فذاً صنع جيلاً من الرجال هم الآن ممن يشار لهم بالبنان، علماً وثقافة ومكانة، هو إذا معلماً عاش للتعليم فتعلم منه الكثير والكثير وما زال يعلمنا مع إشراقة كل صباح نحن الجيل الذي يرى أنه يملك المعرفة والثقافة نحن هذا الجيل الذي حملنا أقلامنا وشحذناها في محاربة النادي الأدبي إبان رئاسته له فلم يثننا فضل الرجل ولا مقامه عن الانتقاد لمسيرة النادي وأن تطاول بعضنا على الأسماء وليس على الإنتاج الثقافي، فوقف بحكمته وعلمه وعقله المستنير وقلبه الكبير، يرحب بنا وبانتقادنا ويدعونا للحوار والمشاركة والتفاعل مع كل أنشطة النادي الأدبي، بل إنه فتح لنا قلبه الكبير، وكان يقف رغم سنه وفضله في استقبال الجميع على أبواب النادي مرحباً مستبشراً بقدوم أبنائه الذين كاد اندفاع الشباب وثورته أن يخرجاهم عن قول الحق، ومن الحق أن أقول إنني مع الأيام عرفت لماذا الشباب لا يحصدون خيراً كثيراً من أفعالهم؟

إنه غياب الحكمة والتعقل وفهم الحياة ومتغيراتها وظروفها والمسؤولية واجباتها وحقوقها. لقد كان الشيخ سعد المليص حكيماً صقلته الحياة وعلمته الأيام ومجالسة أولي الفضل من الرجال وأرباب الفكر والمعرفة أن الحلم سيد الخلق، والحكمة مطلب العقلاء، فكان بنا حليماً ومع أفعالنا وأقوالنا حكيماً.

عاش النادي في زمنه فترة من التوازن والحب وشهد النادي في عهده التأسيس والبناء ومن يأتي بعده سوف يحصد حسن الإدارة والتنظيم ولن يجد أمامه إلا العمل والعمل فقط، فقد بذل الكثير في قيام النادي بدوره والتعريف به وبأهدافه، وأصبح النادي معه منبراً للجميع قدم الكثير للمنطقة وآدابها وثقافتها وإن تجاهلنا ذلك في ذلك الزمن فهو لأن الطموحات أكبر والأماني والأحلام أكثر والمأمول والمتوقع أكبر لما نعرفه عن الشيخ وزملائه من قدرة على صناعة فعل ثقافي ومبادرات فكرية ومشروعاته تنويرية ومعرفية، حيث كان المجلس يتشكل من إعلام المنطقة إدارة وإبداعاً وحكمة ومن خيرة رجال المنطقة اهتماما بها وبمشروعاتها وبأبنائها.

لهم مني جزيل الشكر على ما قدموا من جهد وسيظل ذلك شاهداً لهم على حسن إدارتهم وحكمتهم وسمو أخلاقهم ونبل وطيب وكرم أصلهم ومعدنهم ولشيخنا سعد المليص مني الاحترام والتقدير والدعاء أن يمتعه الله بالصحة والعافية وأن يمتعنا الله ببقائه معلماً لنا ومرشداً وناصحاً كريماً.

خاتمة

هل تحتفي الباحة بالشيخ سعد المليص؟

هو أمل كل تلاميذه ومحبيه أن يقام له حفل تكريم يليق بجهوده وعلمه وفضله ومكانته.