قرأت الجزء السادس من سلسلة (وسم على أديم الزمن) لأستاذنا الكبير الجليل معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر، ولعل أكثر ما شدني إلى قراءة هذا الكتاب الممتع هو اشتماله على ذكريات كثيفة وغزيرة ومهمة بالنسبة لشباب المملكة الذين ابتعثوا للتعلم والتحصيل في البلاد العربية وخصوصاً مصر التي يصفها أهلها بأنها (أم الدنيا).
ففي هذا الكتاب رصد الدكتور الخويطر كماً هائلاً من الذكريات والملاحظات والمشاهدات والتجارب التي تدل على قوة ذاكرته، ووعيه المبكر بأهمية الذكريات والمذكرات الشخصية والعامة.
فهو تقريباً لم يترك شاردة ولا واردة إلا وسجلها بأسلوب أنيق آخاذ عن أيام دراسته، وما في تلك الأيام من صداقات وهوايات، ومقالب وحكايات حلوة طريفة.
وإنني أجزم بأن هذه الذكريات التي كتبها الدكتور الخويطر يمكن اعتبارها رواية قائمة بذاتها ويمكن للمشتغلين بالفن والسينما أن يستفيدوا منها ويحولوها إلى صور جميلة ممتعة تتحرك أمام عيون المشاهدين وتولد لديهم الدهشة والإعجاب.
ونحن ندعو للدكتور الخويطر بالعمر المديد لكي يتحفنا بالكثير من الذكريات والتجارب المفيدة أثناء دراسته في الغرب، فهو خير من يحدثنا عن الغربة والحنين إلى الوطن، وعن الأحوال والتغيرات في تلك البلاد البعيدة.
قد يقول قائل: إن ما يريده هذا الجيل من الدكتور الخويطر هو أكثر من تسجيل الذكريات الخاصة، فهو يختزن من العلم والبحث والتجارب التعليمية والرأي السديد ما يملأ مجلدات ومجلدات ولكنني أعتقد أن الدكتور لن يغفل هذه الناحية ولا بد عن النواحي العلمية والتاريخية والثقافات التقليدية.
والدكتور الخويطر لبق لماح عذب الحديث علاوة على أنه مولع بالتسجيل والتوثيق حتى للحوادث البسيطة التي قلما يلتفت إليها كاتبو المذكرات وحبذا لو استفاد الشباب من ذلك.
فالذكريات صدى السنين الحاكي كما يقول الشاعر أحمد شوقي.
إننا ندعو للدكتور الخويطر بأن يهبه الله الصحة والعافية وأن يوفقه إلى الاستمرار في إمتاعنا بهذه الكتب التي تتجاوز التسلية والتذكار إلى المتعة والفائدة.
ومن أجمل ما في هذا الكتاب تلك الصور النادرة التي اضافها الدكتور عن أيام شبابه وكذلك صور عدد من اصدقائه وزملائه في الدراسة، ومعظمهم مثله خدموا هذا الوطن وتركوا بصمات واضحة في عدد من مجالات التعليم والفكر والرأي والأدب.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244