هناك مصطلحات تنضج ذاتيا كما التمرة في نخلتها، وحين نقول (توريقة) فإنها بالضرورة تستدعي كلمة (تغريدة)، هذه الكلمة المسيطرة ذهنيا اليوم، ولنتصور مفردة تغريدة قبل 5 سنوات، وهل سيكون لها الحضور نفسه كما اليوم..!! وهو حضور يصنع حالة تداع تلقائية كناتج لمفعول الوسيلة حينما تسيطر ثقافيا فتجلب معها مفرداتها وتصوراتها، ومع ثورة التواصل سادت خصائص ثقافة الصورة وأبرزها: المباشرة/ والاختصار/ والدقة/ والتلوين، وكل نص يتسم بها فهو يواكب زمنه ويصبح تفاعليا وتواصليا، لقد نضج الزمن لهذا الشرط مع صناعات الثقافة وتقاليدها من مثل الفقيه الفضائي وخطاب الحوارات وصناعة الكتاب، ويجب أن يحدث مع المقالة الصحفية تبعا لهذا المتغير الثقافي، ومصطلح التوريق له أصل تراثي عبر مفردات: الورقاء والأورق والتوريق، وهو إرث دلالي يتوازى مع ثقافة تتصنع واقعيا، وسيكون المصطلح نسلا ثقافيا بذاكرة تراثية وتلازم مع التغريد، مما يجعله صنعة ثقافية تستجيب لشرطية زمانها.