هذا ملفٌ متخصصٌ حقَُه أن يتعمّم؛ فقد باتت ال» ق. ق. ج» أو القصةُ القصيرة جدًا ظاهرةً ثقافيةً متناميةً تتداخل فيها معطيات المقالة والقصة والرواية والقصيدة، وكأنها تستعيدُ شواردَ الشعر التي لا تتجاوزُ - في الأغلب - بيتًا واحدًا، أو كأنها تؤسسُ لنمطٍ جديد من مختارات الشعر كما جمعتها الحماسات «التمّاميةُ والبحتريةُ» والديوان «الأدونيسيّ»، وهي - أي ال» ق.ق.ج»- نمطٌ يتساوقُ مع الزمن اللاهث الذي لم يعد يأذن بإطالة؛ فلا القارئُ يملك وقته، ولا معظم الكتّاب يريدون لحروفهم أن تُهمّشَ دون قراء؛ فهي نتاجُ زمنٍ وموجهةٌ لزمنٍ لا ندري إن كان سيطول.
وصديقنا المبدع النشط «الروائي والقاص والببليوغرافي» الأستاذ خالد اليوسف يقدم هذا الملف «المختلف» -بعدما قدم ملفاتٍ متخصصةً أخرى- وفي يقينه كما يقيننا أن هذا الفنَّ جديرٌ بالالتفات، وربما بدا لنا قابلا ليفهمه الجميع ويتفاعلوا معه، وقد نكتشف أنه ميدانٌ مفتوحٌ لمن أيقن في نفسه مقدرةً على التكثيف والاختزال والالتفاف على كل العيون أو بالرغم من كل العيون؛ فهل يتماثل -في زمن الشفافية والعلانية- مع تواقيع التراث وبرقيات «مورس»؟
الملف يملك مفاتحَ وفواتح قد تجيب.