كثيراً ما تُكتب بعض المقطوعات الأدبية والإبداعية على قصاصات صغيرة، هذه المقطوعات قد تكون بداية نص شعري أو سردي, وعادة ما تكتب على عجالة حتى لا تضيع الفكرة أو تتبخر وتذهب مع الرياح وتتلاشى. وأعني هنا بالقصاصة جزءاً من ورقة أو (كرتون) أو جزءاً من قطعة بلاستيكية أو قماشية أو حتى قطعة خشبية أو مساحة صغيرة في ذاكرة جوال أو شاشة كمبيوتر كُتب عليها أو فيها مقطوعات أدبية وإبداعية أو حتى معلومة.
الكتابة على القصاصة عادة ما يكون غير مخطط لها, بل هي كتابة طارئة ووليدة لحظتها، وربما تحتاج إلى إعادة صياغة وتنقيح في كثير من الأحيان، وهنالك من المبدعين والكتاب من تكون كتاباتهم فوق القصاصات نوعاً من طقوس الكتابة أو مرحلة من مراحل الكتابة عندهم, وليس بالضرورة أن تكون الكتابة على القصاصات إبداعية ذات نمط ونهج أو جنس محدد، بل ربما تحمل بداية أو نقاطاً لمشروع إبداعي أو كتابي كمقال صحفي أو غيره، ويمكن تشبيهها بفرشةٍ لأفكار رئيسة وجوهرية أو بذرة وبداية سلّمة. وتستخدم القصاصات الورقية في كثير من الأعمال الإبداعية الحرفية والمجسمات الفنية على اختلاف تنوعها وتباينها، وهذا ليس موضوعنا الآن.
إن الكتابة على القصاصات موضوع مهم نأمل أن تتبناه مؤسساتنا الأدبية والثقافية وجامعاتنا العلمية كاتجاه جديد ضمن الحراك الثقافي والأدبي، ويعمل على توثيقه بوصفه أدباً يحمل مسمى (أدب القصاصات), ليكون أكثر شمولاً واعترافاً. فكثير من المبدعين تكون بداية مشاريعهم قد كتبوها في قصاصات ورقية، ثم جمعوها ونقحوها وظهرت بعد ذلك دواوين شعرية أو مجموعات قصصية أو مؤلفات تتضمن نصوصاً مـفتوحة أو مقالات صحفية... أو غيرها. كل هذا أجده محفزاً لمشروع بحثي يناقش مفهومه وعوامله وأسبابه في دراسة موسعة تسلط الضوء عليه إيجاباً وسلباً.
لم يسبق لي أن قرأت أو سمعت عن أدب بهذا المسمى (أدب القصاصات) حسب اطلاعي.. فأدب القصاصات -كما اقترحت أن ُيسمى- أدب يستحق الدراسة والتوثيق له، فهو بذرة لأعمال إبداعية وأدبية عديدة.
نأمل أن يأتي اليوم الذي نجد فيه هذا الأدب (أدب القصاصات) ينتشر ليكون مصطلحاً مستقلاً بذاته, كما انتشر غيره، كأدب الإنترنت والفيس بوك، وأخيراً التويتر.
Albatran151@gmail.com
- الأحساء