في الوقت الذي أكتب فيه هذه المقال، ما يزال مهرجان تويتر للقصة قائما، هذا المهرجان الافتراضي -الذي ينظّمه الموقع العالمي- حظيت فعالياته بتغطية إعلامية من وكالة الأنباء الفرنسية وأشهر الصحف العالمية مثل يو إس توداي ونيويورك تايمز والقارديان، وبحثٌ بسيط في قوقل يوضّح حجم هذه التغطية بمختلف اللغات وفي شتى الدول، وفي ختامه رعت مكتبة نيويورك العام فعالية منبرية له تجمع كتاب القصة وقراءها ونقّادها لتدارس إيجابيات وسلبيات ما قدّم من مبادرات لتجديد أساليب الكتابة السردية باستخدام تويتر كبيئة وسيطة لكتابة النص وإيصاله.
نُظّم المهرجان من قبل شبابٍ جمعوا بين الموهبة التقنية والهواية الأدبية، والحماس الإداري والإبداع التنظيمي، مما سهّل إخراج هذا المحفل بالصورة التي أبهرت الجميع وجمعت أنظار العالم لتشاهد الابتكار القصصي في خمسة أيام.
على النقيض، تذكّرت تجربة لي مع ناد أدبي، عرضت عليهم قبل سنة فكرة مسابقة لمبدعي ومبدعات القصة القصيرة جداً في تويتر، وهو الفنّ الذي وجد قبولاً هناك واختصّ بقالبه الشكلي الذي يفرض عدم تجاوز القصة 140 حرفاً، رحّب رئيس النادي بالفكرة، وطلب ملخصّا لمشروعها فأرسلته، وفيما أنا بانتظار الردّ تفاجأت بخبر إقامتها قبل أشهر، أحزنني نكرانهم لصاحب الفكرة، لكن ما زاد الحزن هو تجاهل آلية تنفيذها وإقامتها بعقلية (مسابقة أفضل قصيدة تتغنى في الوطن أو في مدح الأم، والرجاء إرسالها بالفاكس مع صورة بطاقة الأحوال) هذا العقلية تقتل الإبداع ولا تحفزّه، لم يعلم مستخدمو تويتر بالمسابقة قدر ما علمت به الصحف الورقية، وحُسِب كأحد نشاطات النادي الصفّية.. لو أنّ أهل الأندية تركوا مكاتبهم وقاعاتهم الكهفية، واختلطوا بالشباب وتلمّسوا احتياجاتهم، ووصلوا إليهم بفعالياتهم لتطوّر الأدب، لكن التقوقع البيروقراطي أقام سدّا من الاسمنت بين الشباب وحرّاس الآداب.
fmuneef@gmail.com