ويسأل: م/ عبدالله بن نافل بن سلامة المحمادي وخالد بن عيدان بن سلامة المحمادي/ الإمارات العربية المتحدة:
1- هل (ثقيف) اسمٌ أو وصفٌ؟
2- وكيف سُميت به القبيلة المعروفة؟
أُقدرُ للأستاذيْن الفاضلين سؤالهما، والذي سرني كثيراً أن مثلهما قد تم طرحهما، لكن الإجابات لم تف بغرض يحسن السكوت عليه، وقد كان.. السؤالان.. هنا لهما عندي محل وأي محل، لأن كثيراً ممن واجهته يسأل هذا السؤال وذاك.
أما بخصوص: (زيارة الإمارات) فهذا وارد على البال.
أعود فأقول بالنسبة لـ(ثقيف) فيذكر المؤرخون أن رجالاً اسمه: قيس بن منبه بن بكر بن هوازن، كان قد رحل إلى (قرية وِجٍ) شرق «مكة» على مُرتفعٍ عالٍ، قابل رائد: (وج) عامر العدواني، وكان رجلاً.. مهيباً.. كريماً.. حيياً ورغب إليه أن يتزوج ابنته، وفي رواية إحدى بناته، فقبل رغبته لما توسم فيه من النجابة والخشونة، وأنجب منها قيس أولاده ثم واقعها مرض وتوفيت على إثره فخطب أختها فزوجه إياها.
ثم مكث (قيس) في: (وج) وبدأ يزرع بحرفة ودقة، وقد نمت الزراعة من ذلك وكثرت، ويذكر أن أهل (وج) قالوا: ما أهاه.. وأنبله كيف أدرك ذلك و(ثَقَّفَ) هذا؟
ومن حينه نسي الناس عبر تطاول القرون نسوا اسم: قيس وعُرف من حينها بـ(ثقيف)،
ومرَّ دهر ودهر حتى نما لثقيف من زوجتيه أولاد كثيرون.
وكان (وجٌ) في أصله وادٍ يمر مروراً من الجنوب إلى انحراف يسير نحو: الشرق، ومع الأيام اتخذ الوادي ممراً دائماً من الشرق إلى: الغرب، فهو يصبُّ في الوهطِ.. والهوهيط،.
هذا من جهة ومن جهة (وج) فأصله -والله تعالى أعلم- فنسبة إلى رجل اسمه فيما أعلم: (وج بن عبدالحي)، ونسبته إلى «العماليق».
وفي حينٍ مُتأخر رأى بعضُ الثقفيين أن يُبنى حول: ..وج.. سور دائر عليها إلا لمجاري السيل ذلك حتى يتم تحصين (وج) فأصبح هذا السور دائرياً متعرجاً حسب أطوال: (وج)، وصار هذا السور يطوف بالمدينة: (وج) فسُميتْ بهذا: الطائف،.
ولم أر خلاف ذلك،
إذاً «ثقيف» ليست اسماً بل ذلك: صفة على رجل. وسميت القبيلة بهذا لغلبة الصفة على الاسم، وهذا موجود في الأنساب كثيراً، وفي: الكنى.. والألقاب مثل: قريش فإن اسمه: فهر، وقيل: عامر، وهكذا،. وقد ظهر في «ثقيف» صحابة كبار غيروا مجرى التاريخ، وظهر كبار العلماء خلال القرون المتتالية في: الحديث.. والفقه.. والمصطلح.. والأصول.. والتاريخ.. والنقد. وثقيف كثير منها نزحت الآن إلى:
.. شرق جنوب الطائف. ومن ثقيف فخذ (عوف) الواحد منهم (عوفي) وعند النسبة يُقالُ: (فلان بن فلان العوفي).
) خديجة بنت وردان بهالي الحكمي.. جيزان.. لم أستطع قراءة الخطاب (45) صفحة لكن مما أدركتُ منه سؤالك عن: (طاهر) و(طهور) وأيهما أصلح لغةً؟
كذلك (غرفة بيده) هل المقصود اليدان..؟
وكذا سؤال ثالث: أيهما أصح نطقاً:
أم القرى بضم القاف أو كسرها...؟
وإلى أين تَنْتَسبُ عائلةُ: الحكمي؟
مثل هذه الأسئلة من الأستاذة خديجة جيدة في بابها ما في ذلك شك لكنها كلها تحتاج إلى سفر من المطولات حتى نأتي على الإجابة على حسب الجهد.. والطاقة.
أبدأ أولاً بكلمة: طاهر.. وطهور أيهما أصح من حيث اللغة دلالة على المراد فأبين هنا أن طهور أجود ولغة سماعية، وطاهر لفظ مُستقم على وزن: فاعل، وطهور على وزن: فعول وورد طهور في الكتاب.. والسنة لقوة اللفظ وردت في الجملة في الشعر ومضرب الأمثال لكن لكل منهما منحاه الذي ينحوه فيقال عن العلم على شخص ما: فلان بن طاهر، وهذا يستقيم بخلاف: طهور، ويقال: قلب طاهر، وثوب طاهر، ولفظ.. وبيت.. وكتاب.. وكلام.. طاهر. أما طهور فغالب استعمالاته محددة بما يدل على لفظه، فيقال مثلاً: ماء طهور وورد في هذا نص رواه الأربعة: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته)، أي ماء البحر، ويقال لمن أُصيب بمرضٍ ما: (طهور إن شاء الله تعالى) وهكذا،
* أما (غرفة بيده) فهذه وردت في قوله تعالى: {إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} (249) سورة البقرة.
وغرفة على وزن: فُعلة بضم أوله: الفاء والمراد هنا أخذ الماء بغرفة واحدة بيد واحدة فقط، ولم أقف على خلاف ذلك.
* وأم القرى فإن القراءة المعتبرة إنما هي بضم القاف وليست بكسرها، ذلك أن جمع قرى.. والقرى بالضم جمع: قرية، أما: (قرى) بكسرها فذلك من الضيافة.
والحكمي سكنها جنوب مكة بعيدة عنها ولستُ أعلم متى تمت النسبة لكني سمعت سماعاً أنها تنتسب إلى: حكيم بن حزام صحابي جليل رضي الله تعالى عنه.
فلعل غيري أدرى بذلك يفيد ويستفيد مقدراً للسائلة ولكافة القراء منحاهم الجيد نحو السؤال عن طوايا مهمة لعل الحاجة تدعو إليها في هذا الحين وكل حين.
- الرياض
