غيب الموت رائد الكاريكاتير السعودي الفنان المثقف ذا الموقف الأستاذ علي الخرجي عن ثمانين عامًا تقريبًا (ولد عام 1354هـ) بعد ما عاش في عزلة إجبارية بسبب الوهن والمرض وبعد ما كان الرقم الأهم في عالم الكاريكاتير؛ ما دفع كثيرين للاقتناع بأن صحافتنا في أوج عطاء أبي ناصر كانت تقرأ من الخلف؛ فكاريكاتيرات الخرجي الذكية الناقدة كانت الممر شبه الآمن لعبور النقد الجريء لكثير من الظواهر الاجتماعية والثقافية والرسمية والخدمية.
الأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي طالب -عبر تويتر- وكالة الشؤون الثقافية بطباعة أبرز رسوم الأستاذ الخرجي ووضعها في كتاب يقرؤه الجميع ويكون مادة أمام الأقسام المختصة في الجامعات لتدريسه بوصفيته الفنية والإعلامية والاجتماعية، وقال الغذامي: إنني أتمنى أن تهتم الوكالة بمشروعات مماثلة لنشر أبرز نتاج المبدعين؛ فزمن الأعمال الكاملة غير مجدٍ إلا للعمليات البحثية والتوثيقية، والتنوير والتثقيف لا يحتاجان أكثر من مختاراتٍ يتهيأُ لها مختصون؛ تمامًا كما فعل أبو تمام في حماسته عندما انتقى أبرز عيون الشعر في نظره ثم انتقى من تلك العيون عيونًا هي أبياتٌ فيها.
الغذامي أثنى في حوار خاص مع الثقافية على مدرسة الخرجي الريادية، وعزا تميزه لموهبته كما لثقافته المختلفة، وأشار إلى صداقته لعدد من المبدعين العرب في مراحل تكوينه الأولى فجاء محملا بتجربة ومعرفة واستعداد وتمكن، وقد أشار الدكتور الغذامي في لفتة وفاء جميلة وعبر صفحته في تويتر إلى الأستاذ الكبير عبدالكريم الجهيمان داعيًا له بالصحة والعافية وبحسن الخاتمة ومستعيدا عطاءاته الكبيرة خلال عمره الممتد قرنًا قدم فيه أعمالاً ريادية ومنها الأساطير والأمثال.
"تفاصيل أكثر قسم تشكيل"