هذا الكتاب للدكتور عبدالرزاق عيد يكثّف تجربة عقدين من الزمن خلت من جهود الكتابة المتقطعة في مجال النقد الأدبي التطبيقي، وهو ينتشر - من حيث موضوعاته - على مجموع الساحات الإقليمية الثقافية العربية: شامية - مصرية - خليجية - مغربية.
فقد تمّ تناول ولادة «الأدبية السردية» - النثر القصصي والروائي العربي - بوصفه معادلًا لولادة الوعي المدني التنويري الحديث، هذا إذا جاز لنا اعتبار أن النقلة من فضاءات الشعر واندياحاته الغنائية والمشاعرية (الذاتية)، إلى فضاءات السرد ونظام خطابه النثري السوسيو- ثقافي (الموضوعي)، هو انتقال بين نظامين معرفيين (من الميث إلى اللوغوس)، من أولوية الكلمة (في البدء كانت الكلمة) إلى الفن بوصفه «محاكاة للفعل» حسب الترسيمة الأرسطوية، حيث يرصد طه حسين هذه النقلة في تاريخ الأدب والفكر اليوناني بوصفها نقلة من الكهانة والنبوّة إلى الفلسفة، وانتقال من النظام الأوتوقراطي الطغياني إلى النظام الجمهوري الديمقراطي، والخلاصة: الانتقال في النظام العقلي من العرفان إلى البرهان.