عناقيد
وددت ألا أفيق، تسلقت امرأة البارحة، عناقيدها نبيذ، أغصانها خضراء مائلة للحمرة، مذاك وأنا منتشي ولا أحب التفكير بأي شيء سواها.. اليوم وجدت المرأة ذاتها تغسل ثيابي وتصافحها الشمس! هي أيضا تبدلت عناقيدها، أصبحت جذورها تغوص بعيداً بالأرض!
نادتني: تعال بني! وأنا أصيح بها: أمي؟! تلاشت الصورة إلا عناقيدها.
زوبعة
يصافح الغيم، ثم يعانق المطر، يكتب سطرا ويمسح آخر، يضع القلم جانبا ويده تتحسس ذقنه، يعاود الكتابة..
يأخذ نفسا عميقا ثم يغني، هكذا ساعة من الزمن، يكتب ويشطب، في نهاية المطاف يطلق ورقته للريح ويشرع في مشاكسة فتاة جميلة مرت بالجوار.
بدلة سوداء
مستحيل لم يكن هو، حتى وإن عركته السنين، أنا أعرف أنفته وكبريائه، ما زلت أتذكره وهو مرتديا بدلته السوداء ويدخل المحاضرة كطاووس وعطره يزكم القاعة بمن فيها، لا، لا بالتأكيد ليس هو!!
يا الله، ماذا حصل له ليصبح هكذا!، وكمن ألقت الدنيا حملها عليه، يهذي بالكلمات جزافا ويضحك حتى تأكد للجميع أنه أصيب بمس، عندما تخرجنا كنا نغبطه، فهو أول الدفعة وأكثرنا نبوغا، جامعة بغداد تتذكره جيدا وكل الصبايا اللاتي درسن معنا، صوته الأجمل في المواويل، سألت عنه بعض الأصدقاء قيل لي: لقد مر صاروخا ذكريا جدا وأخذ كل عائلته ولم يبقَ له سوى بدلته السوداء.
إياب
بعد أن تعافى قال: بابا، شعرت أن الكون كله ملكي!
بسمته الآخذة بالاتساع، يداه الممدودتان نحوي، جسده وهو يتسلق ظهري! رجلاه العاريتان إلا من طهره، كم كان الله كريما معي ليعيد ابني الصغير إلي..
وأنا ماضٍ لصحبة نبضي وأمه، الضياء يملأ الكون، النوارس تعود كما السفن والنهام يرفع صوته: يا ليل ليلة لدان..
حاجز التفتيش وفرحتي أخرا لقائي بهما.