سألتُ ديوانيَ عن حالهِ
فقال: حالي لا يسرُّ الصديقْ
فقلت: أخبرني بما قد جرى
أراك تستنجد بي كالغريق
فقال: والدمعةُ رقراقةٌ
تُنْبئ عن حزنٍ شديدٍ عميق
ناءتْ بي الأخطاءُ من كثرةٍ
وما أنا لحملها بالمُطيق
وهأنا أقبعُ مُستخْفيًا
داخل (كرتونٍ) كبيرٍ عتيق
خوفًا على القُرّاء أن يُحبطوا
بواقعٍ من وقعه لن أُفيق
إلاّ إذا صحّحني ماهرٌ
بالنّحو والإملاءِ جدًا وثيق
يلتقط الأخطاء في دقّةٍ
ورقّةٍ مثل صديقٍ شفيق
حين إذن أخرج في هيئةٍ
جميلةٍ جمال غصنٍ وريق
أخطر بين الناس في خفّةٍ
كخفّة الظّبي الصغير الرشيق
فقلت: إني لا أرى ما ترى
فأنت ذو شكلٍ جميلٍ أنيق
فقال: لا تنظر إلى ظاهري
لا يخدعنْ عينيك هذا البريق
وانظر إلى المستور في داخلي
ممّا به صدرُ الحليم يضيق
فقلِّبِ الأوراقَ مُستأنيًا
تلقَ من الأخطاء ما لا يليق
وإن غزاك الشّكُ يا صاحبي
فلْتقرأ النّص بشكلٍ دقيق
ستُخرِجُ الأخطاءُ أعناقها
ثم تُحيّيك بوجهٍ صفيق
فقلت: أين القائمون على التص
حيح والطبع بروح الفريق؟
فهل ترى خدمَتَهم أصبحتْ
كأنهّا خدمة أمن الطريق؟
فقال: لا أدري ولكنني
أرى بأنّي باعتناءٍ خليق
من أجل هذا قلت ما قلته
مرتديًا ثوب العتاب الرقيق
وإنني أرجو من الله أن
لا يُبتلى مثلي أخٌ لي شقيق
فإنه في أثري قادمٌ
إن لم يجد في دربه ما يُعيق
وسوف يأتي بعده رابعٌ
له من الشعبيّ أيضًا رفيق
- الرياض 25-03-1430هـ